الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
و الصوم ترك و الترك ما له صفة وجودية تحدث فإن الترك ليس بشيء وجودي يحدث لأنه نعت سلبي و الطعم يضاده فلهذا حرم تناول المطعوم على الصائم لأنه يزيل حكم الصوم عنه [المشروب تجل وسط]و أما المشروب فهو تجل وسط و الوسط محصور بين طرفين لمن هو وسط لهما و الحصر يقضي بالتحديد في المحصور و الصوم صفة إلهية و اللّٰه لا يقتضي الحصر و لا يتصف به و لا بالحد و لا يتميز بذلك عندنا فيناقض المشروب الصوم فلهذا حرم على الصائم المشروب ثم إن المشروب لما كان تجليا أذن بوجود الغير المتجلي له و الغير في الصائم لا عين له لأن الصوم لله ليس لنا و أنا المنعوت به فقد أنزلني الحق بهذه الصفة منزلته و الشيء لا يتجلى لنفسه فالصائم لا يتناول المشروب و يحرم عليه ذلك [وجود اللذة بالشفعية]و أما الجماع فهو لوجود اللذة بالشفعية فكل واحد من الزوجين صاحب لذة فيه فكل واحد مثل للآخر في الجماع و لهذا سمي جماعا لاجتماع الزوجين و الصائم لا مثل له لاتصافه بصفة لا مثل لها فحرم الجماع على الصائم هذا موضع الاجتماع على هذه الثلاثة التي تبطل الصوم و لا يكون الموصوف بها أو بأحدها صائما (وصل في فصل ما يدخل الجوف مما ليس بغذاء)اختلفوا فيما يدخل الجوف مما ليس بغذاء كالحصي و غيره و فيما يدخل الجوف من غير منفذ الطعام و الشراب كالحقنة و فيما يرد باطن الأعضاء و لا يرد الجوف مثل أن يرد الدماغ و لا يرد المعدة فمن قائل إن ذلك يفطر و من قائل لا يفطر (وصل في فصل الاعتبار)مشاركة الحكماء أصحاب الأفكار أهل اللّٰه فيما يفتح لهم من علم الكشف بالخلوة و الرياضة من طريق النظر و أهل اللّٰه تعالى بهما من طريق الايمان و اجتمعا في النتيجة فمن فرق من أصحابنا بينهما بالذوق و أن مدرك هذا غير مدرك هذا و إن اشتركا في الصورة قال لا يفطر و من قال المدرك واحد و الطريق مختلف فذلك اعتبار من قال يفطر [ما يتعين لصاحب التجلي المثالي أن يشهده]و أما اعتبار باطن الأعضاء ما عدا الجوف فهو إن يكون الصائم في حضرة إلهية فأقيم في حضرة مثالية مثل قوله أعبد اللّٰه كأنك تراه فهل لمن خرج من عباد اللّٰه في ذوقه عن حكم التشبيه و التمثيل أن يؤثر فيه «قول الشارع أعبد اللّٰه كأنك تراه» فيترك علمه و ذوقه و ينزل إلى هذه المنزلة أدبا مع الشرع و حقيقة من الكشف فيكون قد أفطر أو لا ينزل و يقول أنا مجموع من حقائق مختلفة و في ما يبقيني على ما أنا عليه و في ما تطلبه مشاهدة هذا التنزل و هو كوني متخيلا أو ذا خيال فيعلم إن الحق قد طلب مني أن نشهده في هذه الحضرة من هذه الحقيقة و من كل حقيقة في فيتعين لهذا التجلي المثالي مني هذه الحقيقة التي تطلبه و تبقي على ما أنا عليه من حقيقة أن لا خيال و لا تخيل فهذا اعتبار من يرى أنه لا يفطر ما يرد باطن الأعضاء الخارجة عن المعدة (وصل في فصل القبلة للصائم)فمن علماء الشريعة من أجازها و منهم من كرهها على الإطلاق و منهم من كرهها للشاب و أجازها للشيخ (اعتبار هذا |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
|||||||||||





