الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() (وصل في حكم الباطن[العلم الإلهي المنزه إذا خالطه علم الصفات الذي يوهم التشبيه]و أما حكم الباطن فيما ذكرناه في هذا الباب)و هو الماء الذي تخالطه النجاسة و لم تغير أحد أوصافه فهو العلم الإلهي الذي يقتضي التنزيه عن صفات البشر فإذا خالطه من علم الصفات التي تتوهم منها المناسبة بينه و بين خلقه فوقع في نفس العالم به من ذلك نوع تشويش فاستهلك ذلك القدر من العلم بالصفات التي يقع بها الاشتراك في العلم الذي يقتضي التنزيه من جهة دليل العقل و من ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] في دليل السمع فيبقى العلم بالله على أصله من طهارة التنزيه عقلا و شرعا مع كوننا نصفه بمثل هذه الصفات التي توهم التشبيه فإنه ما غيرت أوصافه تعالى فيثبت كل ذلك له مع تحقق ليس كمثله شيء [الأدلة الكثيرة و الشبهة التي تطرأ على واحد منها]و أما حكم القليل و الكثير في ذلك و اختلاف الناس في النجاسة إن كان الماء قليلا فالقلة و الكثرة في الماء الطهور هو راجع إلى الأدلة الحاصلة عند العالم بالله فإن كان صاحب دليل واحد و طرأت عليه في علمه بتنزيه الحق في أي وجه كان شبهة أثرت في دليله زال كونه علما كما زال كون هذا الماء طاهرا مطهرا و إن كان صاحب أدلة كثيرة على مدلول واحد فإن الشبهة تستهلك فيه فإنها إذا قدحت في دليل منها لم يلتفت إليها و اعتمد على باقي أدلته فلم تؤثر هذه الشبهة في علمه و إنما أثرت في دليل خاص لا في جميع أدلته فهذا معنى الكثرة في الماء الذي لا تغير النجاسة حكمه [العلم تقدح فيه الشبهة في زمان تصوره إياها]و أما من قال بترك الحد في ذلك و إن الماء يفسد فإنه يعتبر أحدية العين لا أحدية الدليل فيقول إن العلم تقدح فيه هذه الشبهة في زمان تصوره إياها و الزمان دقيق فربما مات في ذلك الزمان و هو غير مستحضر سائر الأدلة لضيق الزمان فيفسد عنده و في هذا الباب تفريع كثير لا يحتاج إلى إيراده و هذا القدر قد وقع به الاكتفاء في المطلوب (باب الماء يخالطه شيء طاهر مما ينفك عنه غالبا متى غير أحد أوصافه الثلاثة)أما الماء الذي يخالطه شيء طاهر مما ينفك عنه غالبا متى غير أحد أوصافه الثلاثة فإنه طاهر غير مطهر عند الجميع إلا بعض الأئمة فإنه عنده مطهر ما لم يكن التغير عن طبخ (وصل حكم الباطن)[العلم بالله من طريق الفكر طاهر غير مطهر]فأما حكم الباطن في ذلك فهو أن العلم بالله من حيث العقل الذي حصل له من طريق الفكر إذا خالطه وصف شرعي مما جاء الشرع به فإن ذلك العلم بالله طاهر في نفسه غير مطهر لما دل عليه من صفة التشبيه كقولهم في صفة كلام اللّٰه إنه كسلسلة على صفوان فأتى بكاف الصفة و الشرع كله ظاهر مقبول ما جاء به فلم يقدر العقل ينفك عن دليله في نفي التشبيه و سلم للشرع ما جاء به من غير تأويل و من رأى أنه مطهر على أصله ما لم يطبخ فأراد بالطبخ الأمر الطبيعي و هو أن لا يأخذ ذلك الوصف من الشارع الذي هو مخبر عن اللّٰه و أخذه عن فهمه و نظره بضرب قياس على نفسه من حيث إمكانه و طبيعته فهو طاهر غير مطهر فاعلم ذلك (باب في الماء المستعمل في الطهارة)الماء المستعمل في الطهارة اختلف فيه علماء الشريعة على ثلاثة مذاهب فمن قائل لا تجوز الطهارة به و من قائل تجوز الطهارة به و به أقول و من قائل بكراهة الطهارة به و لا يجوز التيمم بوجوده و قول رابع شاذ و هو أنه نجس (وصل حكم |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |