الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() على تحت القوافي من معادنها *** و ما علي إذا لم تفهم البقر هذا الذي نعلم و نعتقد و ندين اللّٰه تعالى به في حقه و اللّٰه سبحانه و تعالى أعلم كتبه محمد الصديقي الملتجئ إلى حرم اللّٰه تعالى عفا اللّٰه عنه أهل قال و أما احتجاجه أي المنكر عليه بقول شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام شيخ مشايخ الشافعية حيث كان يطعن عليه و يقول هو زنديق فغير صحيح بل كذب و زور فقد روينا عن شيخ الإسلام صلاح الدين العلائي عن جماعة من المشايخ كلهم عن خادم الشيخ عز الدين بن عبد السلام أنه قال كنا في مجلس الدرس بين يدي الشيخ عز الدين بن عبد السلام فجاء في باب الردة ذكر لفظة الزنديق فقال بعضهم هل هي عربية أو عجمية فقال بعض الفضلاء إنما هي فارسية معربة أصلها زن دين أي على دين المرأة و هو الذي يضمر الكفر و يظهر الايمان فقال بعضهم مثل من فقال آخر إلى جانب الشيخ مثل ابن عربي بدمشق فلم ينطق الشيخ و لم يرد عليه قال الخادم و كنت صائما ذلك اليوم فاتفق أن الشيخ دعاني للإفطار معه فحضرت و وجدت منه إقبالا و لطفا فقلت له يا سيدي هل تعرف القطب الغوث الفرد في زماننا فقال مالك و لهذا كل فعرفت أنه يعرفه فتركت الأكل و قلت له لوجه اللّٰه تعالى عرفني به من هو فتبسم رحمه اللّٰه تعالى و قال الشيخ محيي الدين بن عربي فأطرقت ساكتا متحيرا فقال مالك فقلت يا سيدي قد حرت قال لم قلت أ ليس اليوم قال ذلك الرجل إلى جانبك ما قال في ابن عربي و أنت ساكت فقال أسكت ذلك مجلس الفقهاء هذا الذي روى لنا بالسند الصحيح عن شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام و ممن انتصر له أيضا الشيخ كمال الدين الزملكاني من أجل مشايخ الشام فإنه كان يقول ما أجهل هؤلاء ينكرون على الشيخ ابن عربي لأجل ألفاظ و كلمات وقعت في كتبه قد قصرت أفهامهم عن درك معانيها فليأتوني لأحل لهم مشكله و أبين لهم مقاصده بحيث يظهر لهم الحق و يزول عنهم الوهم و قد أذعن له القطب سعد الدين الحموي و شهد له بالفضل الوافر الذي تقصر عن الاحاطة به بطون الأوراق و الدفاتر و ذلك أنه سئل عنه حين رجع من الشام إلى بلاده كيف وجدت ابن عربي فقال وجدته بحرا زخارا لا ساحل له و ألف الشيخ صلاح الدين الصفدي كتابا جليلا في تاريخ علماء العالم و ترجم فيه المؤلف ترجمة عظيمة يعرف من اطلع عليها مذاهب أهل العلم الذين باب صدورهم مفتوح لقبول العلوم اللدنية و المواهب الربانية و كذلك الحافظ السيوطي ألف في شأنه كتابا سماه تنبيه الغبي على تنزيه ابن عربي و بالجملة فمقامه رضي اللّٰه تعالى عنه معلوم و فضله عند أرباب البصائر مفهوم و التعريف به يستدعي طولا و هو أظهر من نار على علم فلا تلتفت إلى من زلت به القدم فذم كيف لا و قد قال في شيء من الكتب المصنفة كالفصوص و غيره إنه صنفه بأمر من الحضرة الشريفة النبوية و أمره بإخراجه إلى الناس قال الشيخ محيي الدين الذهبي حافظ الشام ما أظن المحيي يتعمد الكذب أصلا و هو من أعظم المنكرين و أشدهم على طائفة الصوفية و قد كان مسكن المؤلف نفعنا اللّٰه به و مظهره بدمشق و أخرج هذه العلوم إليهم و لم ينكر عليه أحد شيئا منها و كان قاضي القضاة الشافعية في عصره شمس الدين أحمد الخولي يخدمه خدمة العبيد و قاضي القضاة المالكية زوجه بنته و ترك القضاء بنظرة وقعت عليه منه و قد حكى رضي اللّٰه تعالى عنه عن نفسه في كتبه ما يبهر الألباب و كفى بذلك دليلا على ما منحه اللّٰه سبحانه الذي يفتح لمن شاء الباب و قال صاحب عنوان الدراية إن الشيخ محيي الدين كان يعرف بالأندلس بابن سراقة و هو فصيح اللسان بارع فهم الجنان قوي على الإيراد كلما طلب الزيادة يزاد رحل إلى العدوة و دخل بجاية في رمضان سنة 597 و بها لقي أبا عبد اللّٰه العربي و جماعة من الأفاضل و لما دخل بجاية في التأريخ المذكور قال رأيت ليلة أني نكحت نجوم السماء كلها فما بقي منها نجم إلا نكحته بلذة عظيمة روحانية ثم لما كملت نكاح النجوم أعطيت الحروف فنكحتها و عرضت رؤياى هذه على من عرضها على رجل عارف بالرؤيا بصير بها و قلت للذي عرضتها عليه لا تذكرني فلما ذكر له الرؤيا استعظمها و قال هذا هو البحر الذي لا يدرك قعره صاحب هذه الرؤيا يفتح له من العلوم العلوية و علوم الأسرار و خواص |
|
|||||
![]() |
![]() |
|||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |