الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() أذنابنا صيرت رءوسا *** مالي على ما أراه صبر هذا هو الدهر يا خليلي *** فمن يقاسيه فهو قهر و قال أيضا يا حبذا المسجد من مسجد *** و حبذا الروضة من مشهد و حبذا طيبة من بلدة *** فيها ضريح المصطفى أحمد صلى عليه اللّٰه من سيد *** لولاه لم نفلح و لم نهتد قد قرن اللّٰه به ذكره *** في كل يوم فاعتبر ترشد عشر خفيات و عشر إذا *** أعلن بالتأذين في المسجد فهذه عشرون مقرونة *** بأفضل الذكر إلى الموعد و بالجملة فنظمه البحر الذي لا ساحل له و النور الذي يجلو غياهب الأوهام و يكسو القلب من أسراره حلله و ما له من المناقب و الكرامات لا تحصره مجلدات و هو حجة اللّٰه الظاهرة و آيته الباهرة و لا يلتفت إلى كلام من تكلم فيه و أنكر عليه إذ قول المنكرين في حق مثله هباء لا يعبأ به و غثاء لا يركن إليه كيف لا و قد تصدى للانتصار له و الإذعان لفضله من فحول العلماء الجم الغفير و نسبوا المنكرين عليه إلى القصور أو التقصير فهذا شيخ الإسلام قاضي القضاة مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروزآبادي الصديقي صاحب القاموس قد ألف كتابه المسمى بالاغتباط بمعالجة ابن الخياط بسبب سؤال سئل فيه عن الشيخ المؤلف قدس اللّٰه سره العزيز في كتبه المنسوبة إليه و صورة السؤال المذكور ما تقول السادة العلماء شد اللّٰه تعالى بهم أزر الدين و لم بهم شعث المسلمين في الشيخ محيي الدين بن عربي و في كتبه المنسوبة إليه كالفتوحات المكية و الفصوص و المواقف هل تحل قراءتها و إقراؤها و مطالعتها و هل هي الكتب المسموعة المقروءة أم لا أفتونا مأجورين جوابا شافيا لتحوزوا جميل الثواب من اللّٰه الكريم الوهاب و الحمد لله وحده فأجاب عنه بما صورته الحمد لله اللهم أنطقنا بما فيه رضاك الذي أعتقده في حال المسئول عنه و أدين اللّٰه تعالى به أنه كان شيخ الطريقة حالا و علما و إمام الحقيقة حقيقة و رسما و محبي رسوم المعارف فعلا و اسما إذا تغلغل فكر المرء في طرف *** من بحره غرقت فيه خواطره عباب لا تكدره الدلاء و سحاب لا تتقاصر عنه الأنواء كانت دعواته تخترق السبع الطباق و تفترق بركاته فتملأ الآفاق و إني أصغيه و هو يقينا فوق ما وصفته و ناطق بما كتبته و غالب ظني أني ما أنصفته و ما علي إذا ما قلت معتقدي *** دع الجهول يظن الحق عدوانا و اللّٰه و اللّٰه و اللّٰه العظيم و من *** أقامه حجة للدين برهانا إن الذي قلت بعض من مناقبه *** ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا و أما كتبه و مصنفاته فالبحور الزواخر التي لكثرتها و جواهرها لا يعرف لها أول و لا آخر ما وضع الواضعون مثلها و إنما خص اللّٰه بمعرفة قدرها أهلها و من خواص كتبه أن من واظب على مطالعتها و النظر فيها و تأمل ما في مبانيها انشرح صدره لحل المشكلات و فك المعضلات و هذا الشأن لا يكون إلا لأنفاس من خصه اللّٰه بالعلوم اللدنية الربانية و وقفت على إجازة كتبها للملك المعظم فقال في آخرها و أجزته أيضا أن يروي عني مصنفاتي و من جملتها كذا و كذا حتى عد نيفا و أربعمائة مصنف منها التفسير الكبير الذي بلغ فيه إلى سورة الكهف عند قوله تعالى و علمناه من لدنا علما و توفي و لم يكمله و هذا التفسير كتاب عظيم كل سفر بحر لا ساحل له و لا غرو فإنه صاحب الولاية العظمى و الصديقية الكبرى فيما نعتقد و ندين اللّٰه به و ثم طائفة في الغي حائفة يعظمون عليه النكير و ربما بلغ بهم الجهل إلى حد التكفير و ما ذاك إلا لقصور أفهامهم عن إدراك مقاصد أقواله و أفعاله و معانيها و لم تصل أيديهم لقصرها إلى اقتطاف مجانيها |
|
|||||
![]() |
![]() |
|||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |