الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و لا أطعمتك يد جوعا شبعت فسر زياد بكلامها فقال لشاعر معه قيد هذا الكلام لا يدرس يعني انظمه فقال سل الخير أهل الخير قد ما و لا تسل *** فتى ذاق طعم الخير منذ قريب و نظمنا نحن في هذا المعنى سل الخير أهل الخير إن كنت سائلا *** و لا تسأل المعروف من محدث المال فإن اليد الجوعاء تبخل بالذي *** أصابته من خير على الكاسف البالي فإن غلطت جادت و تمتن بالذي *** تجود به يوما على الترب الحالي و إن اليد الشبعاء جادت بما تجد *** على طيب نفس في سرور و إقبال في الحكمة ثواب الجود خلفة و محبة و مكافاة و ثواب البخل حرمان و إتلاف و مذمة و كتب حكيم إلى الإسكندر اعلم أن الأيام تأتي على كل شيء فتخلفه و تخلق آثاره و تميت الأفعال إلا ما رسخ في قلوب الناس فأودع قلوبهم محبة أبدية يبقى بها حسن ذكرك و كريم فعلك و شرف آثارك وفد علينا و نحن بإشبيلية شيخ شاعر يعرف بالسبيتي من قرطبة رحمه اللّٰه و كان صاحب الديوان عندنا زكريا بن سنان أديبا حاذقا فطنا و لم يكن للسبيتي موضع ينزل فيه فكتب إلى صاحب الديوان أ تحفل بالفرزدق و الكميت *** و في قيد الحياء شعر السبيتي يروعني بشعرهما أناس *** و جهلا روعوا حيا بميت لئن أسكنتني بيتا رفيعا *** لتسكن من ثنائي ألف بيت فوقع له صاحب الديوان بيتا نزل فيه و اعتذر إليه و وصله بنفقة قيل لبزرجمهر عند ما قدم للقتل تكلم بكلام تذكر به فقال أي شيء أقول إن الكلام كثير و لكن إن أمكنك أن تكون حديثا حسنا فافعل و لنا إنما الناس حديث كلهم *** فلتكن خير حديث يسمع (خاتمة الباب)و هو خاتمة الكتاب تعويذات مذكورة و أدعية مشهورة فمن ذلك ما يقال عند الكرب (لا إله إلا اللّٰه العظيم الحليم لا إله إلا اللّٰه رب العرش العظيم لا إله إلا اللّٰه رب السموات و الأرض رب العرش الكريم و يقال عند دخول المسجد اللهم افتح لنا أبواب رحمتك)و يقال عند الخروج منه اللهم إنا نسألك من فضلك و يقال عند دخول الخلأ اللهم إني أعوذ بك من الخبث و الخبائث و قد روينا أيضا أنه يقال أعوذ بالله من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم و يقال عند الخروج من الخلأ غفرانك و يقال عند الجماع اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا و يقال عند انقضاء الطعام الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا غير مكف و لا مودع و لا مستغني عنه ربنا و يقال عند العطاس الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا و يرضى و يقال عند النوم إذا أخذ الإنسان مضجعه اللهم إني أسلمت نفسي إليك و وجهت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رهبة منك و رغبة إليك لا ملجأ و لا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت و بنبيك الذي أرسلت اللهم باسمك أحيا و باسمك أموت سبحانك ربي لك وضعت جنبي و بك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها و إن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين و يقال عند الاستيقاظ من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور و إذا أردت النوم فانو إن تلقى ربك و لتحب النوم لكون لقاء ربك فيه كما تحب الموت فإن فيه لقاء ربك فإنه من أحب لقاء اللّٰه أحب اللّٰه لقاءه و من كره لقاء اللّٰه كره اللّٰه لقاءه و ﴿اَللّٰهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنٰامِهٰا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرىٰ إِلىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [الزمر:42] فالنوم موت أصغر و الذي ينتقل إليه بعد الموت هو الذي ينتقل إليه في النوم الحضرة واحدة و هي البرزخ و الصورة واحدة و اليقظة مثل البعث يوم القيامة و إنما جعل اللّٰه النوم في الدنيا لأهلها و ما نرى فيه من الرؤيا و جعل بعده اليقظة كل ذلك ضرب مثال للموت و ما يشاهد فيه للرؤيا و البعث لليقظة |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |