خائفا إلا رجلا واحدا كنت بالموقف فرأيت شابا مطرقا منذ وقف الناس إلى أن سقط القرص فقلت يا هذا ابسط يديك بالدعاء فقال لي ثم وحشة فقلت له هذا يوم العفو من الذنوب قال فبسط يده ففي بسطة يديه وقع ميتا
(وصية)
نبوية بالصدقة
«قال رسول اللّٰه ﷺ أتى سائل امرأة في فمها لقمة فلفظتها فناولتها إياه فلم تلبث إن رزقت غلاما فلما ترعرع جاء ذئب فاحتمله فخرجت تعدوا في أثر الذئب و هي تقول ابني ابني فأمر اللّٰه ملكا الحق الذئب فخذ الصبي من فيه و قل لأمه إن اللّٰه يقرئك السلام و قل هذه لقمة بلقمة»
(وصية)بر بحضور مجالس الذكر
قال عمار بن الراهب رأيت مسكينة الطفاوية في منامي بعد موتها فقلت مرحبا يا مسكينة مرحبا فقالت هيهات يا عمار ذهبت المسكنة و جاء الغني الأكبر قلت هيه قالت ما تسأل عمن أبيح لها الجنة بحذافيرها تظل فيها حيث تشاء قال قلت و بم ذاك قالت بمجالس الذكر و الصبر على الحق قال عمار و كانت تحضر معنا مجلس عيسى بن زادان بالأبلة ننحدر من البصرة حتى تأتيه قاصدة قال عمار قلت يا مسكينة فما فعل عيسى بن زادان رحمه اللّٰه قال فضحكت و قالت
قد كسي حلة البهاء و طافت *** بالأباريق حوله الخدام
ثم حلي و قيل يا قارئ أرقا *** فلعمري لقد براك الصيام
(وصية)
و نصيحة كتبت بها إلى السلطان الغالب بأمر اللّٰه كيكاوس صاحب بلاد الروم بلاد يونان رحمه اللّٰه جواب كتاب كتب به إلينا سنة تسع و ستمائة بسم اللّٰه الرحمن الرحيم وصل الاهتمام السلطاني الغالب بأمر اللّٰه العزى أدام اللّٰه عدل سلطانه إلى والده الداعي له محمد بن العربي فتعين عليه الجواب بالوصية الدينية و النصيحة السياسية الإلهية على قدر ما يعطيه الوقت و يحتمله الكتاب إلى أن يقدر الاجتماع و يرتفع الحجاب فقد صح عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول اللّٰه فقال لله و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم و أنت يا هذا بلا شك من أئمة المسلمين و قد قلدك اللّٰه هذا الأمر و أقامك نائبا في بلاده و متحكما بما توفق إليه في عباده و وضع لك ميزانا مستقيما تقيمه فيهم و أوضح لك محجة بيضاء تمشي بهم عليها و تدعونهم إليها على هذا الشرط ولاك و عليه بايعناك فإن عدلت فلك و لهم و إن جرت فلهم و عليك فاحذر إن أراك غدا بين أئمة المسلمين من أخسر الناس أعمالا ﴿اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾ [الكهف:104] و لا يكون شكرك لما أنعم اللّٰه به عليك من استواء ملكك بكفران النعم و إظهار المعاصي و تسليط التواب السوء بقوة سلطانك على الرعية الضعيفة فإن اللّٰه أقوى منك فيتحكمون فيهم بالجهالة و الأغراض و أنت المسئول عن ذلك فيا هذا قد أحسن اللّٰه إليك و خلع خلع النيابة عليك فأنت نائب اللّٰه في خلقه و ظله الممدود في أرضه فانصف المظلوم من الظالم و لا يغرنك إن اللّٰه وسع عليك سلطانك و سوى لك البلاد و مهدها مع إقامتك على المخالفة و الجور و تعدى الحدود فإن ذلك الاتساع مع بقائك على مثل هذه الصفات إمهال من الحق لا إهمال و ما بينك و بين أن تقف على أعمالك إلا بلوغ الأجل المسمى و تصل إلى الدار التي سافر إليها آباؤك و أجدادك و لا تكن من النادمين فإن الندم في ذلك الوقت غير نافع يا هذا و من أشد ما يمر على الإسلام و المسلمين ﴿وَ قَلِيلٌ مٰا هُمْ﴾ [ص:24] رفع النواقيس و التظاهر بالكفر و إعلاء كلمة الشرك ببلادك و رفع الشروط التي اشترطها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّٰه عنه على أهل الذمة من أنهم لا يحدثون في مدينتهم و لا ما حولها كنيسة و لا ديرا و لا قلية و لا صومعة راهب و لا يجددون ما خرب منها و لا يمنعون كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم و لا يأوون جاسوسا و لا يكتمون غشا للمسلمين و لا يعلمون أولادهم القرآن و لا يظهرون شركا و لا يمنعون ذوي قرباتهم من الإسلام إن أرادوه و أن يوقروا المسلمين و أن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس و لا يتشبهون بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة و لا عمامة و لا نعلين و لا فرق شعر و لا يتسمون بأسماء المسلمين و لا يتكنون بكناهم و لا يركبون سرجا و لا يتقلدون سيفا و أن لا يتخذوا شيئا من سلاح و لا ينقشوا خواتيمهم بالعربية و لا يبيعوا الخمور و أن يجروا مقادم رءوسهم و أن يلزموا زيهم حيث ما كانوا و أن يشدوا الزنانير على أوساطهم و لا يظهروا صليبا و لا شيئا من كتبهم في طريق المسلمين و لا يجاوروا المسلمين بموتاهم و لا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيا و لا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم