الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
«وصل و إنما تعرفون عواقب أعمالكم لو قد طويت صحائف آجالكم إن نية المؤمن خير من عمله و نية المنافق شر من عمله» (وصية فيها بشرى للمنقطعين إلى اللّٰه)«قال رسول اللّٰه ﷺ من انقطع إلى اللّٰه كفاه كل مئونة فيها و من انقطع إلى الدنيا وكله اللّٰه إليها و من حاول أمرا بمعصية اللّٰه كان أبعد له مما رجا و أقرب مما اتقى و من طلب محامد الناس بمعاصي اللّٰه عاد حامده منهم ذاما و من أرضى الناس بسخط اللّٰه وكله اللّٰه إليهم و من أرضى اللّٰه بسخط الناس كفاه اللّٰه شرهم و من أحسن فيما بينه و بين اللّٰه كفاه اللّٰه ما بينه و بين الناس و من أصلح سريرته أصلح اللّٰه علانيته و من عمل لآخرته كفاه اللّٰه أمر دنياه» (وصية نبوية خبرية)«قال رسول اللّٰه ﷺ رحم اللّٰه عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم إن اللسان أملك شيء للإنسان ألا و إن كلام العبد كله عليه إلا ذكر اللّٰه أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو إصلاحا بين مؤمنين فقال له معاذ بن جبل يا رسول اللّٰه أ نؤاخذ بما نتكلم به قال و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه و ليحرس ما انطوى عليه جنانه و ليحسن عمله و ليقصر أمله» (وصية نبوية أيضا)«قال رسول اللّٰه ﷺ لا تسبوا الدنيا فنعمت مطية المؤمن عليها يبلغ الخير و بها ينجو من الشر إذا قال العبد لعن اللّٰه الدنيا قالت الدنيا لعن اللّٰه أعصانا لربه» قلنا من هنا قال قتادة رضي اللّٰه عنه ما أنصف أحد الدنيا ذمت بإساءة المسيء فيها و لم تحمد بإحسان المحسن فيها و في عكس هذا يقول بعضهم في الدنيا إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت *** له عن عدو في ثياب صديق هذا إنما يريد الحياة الدنيا التي لا يقصد بها الآخرة و قد ذم اللّٰه ذلك (وصية نبوية)«قال رسول اللّٰه ﷺ أكثروا و ذكرها ذم اللذات فإنكم إن ذكرتموه في ضيق و سعة عليكم و رضيتم به فأجرتم و إن ذكرتموه في غنى بغضه إليكم فجدتم به فأثبتم إن المنايا قاطعات الآمال و الليالي مدنيات الآجال و إن المرء بين يومين يوم قد مضى أحصى فيه عمله فختم عليه و يوم قد بقي لا يدري لعله لا يصل إليه» (وصية بتذكرة)«قال رسول اللّٰه ﷺ إن الرزق مقسوم لن يعدو امرؤ ما كتب له فأجملوا في الطلب و إن العمر محدود لن يجاوز أحد ما قدر له فبادر و اقبل نفاد الأجل و الأعمال محصاة لن يهمل منها صغيرة و لا كبيرة فأكثروا من صالح العمل أيها الناس إن في القنوع لسعة و إن في الاقتصاد لبلغة و إن في الزهد لراحة و لكل عمل جزاء و كل آت قريب» ( بذكرى لبيب و اعتبار)«قال رسول اللّٰه ﷺ أ ما رأيت المأخوذين على الغرة المزعجين بعد الطمأنينة الذين أقاموا على الشبهات و جنحوا إلى الشهوات حتى أتتهم رسل ربهم فلا ما كانوا أملوا أدركوا و لا إلى ما فاتهم رجعوا قدموا على ما عملوا و ندموا على ما خلفوا و لم يغن الندم و قد جف القلم فرحم اللّٰه امرأ قدم خيرا و أنفق قصدا و قال صدقا و ملك دواعي شهواته و لم تملكه و عصى أمره نفسه فلم تهلكه» (وصية و بيان)«قال رسول اللّٰه ﷺ أيها الناس لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم و لا تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم و لا تراءوا الناس فيحبط عملكم و لا تمنعوا الموجود فيقل خيركم أيها الناس إن الأشياء ثلاثة أمر استبان رشده فاتبعوه و أمر استبان غيه فاجتنبوه و أمر اختلف عليكم فردوه إلى اللّٰه أيها الناس إلا أنبئكم بأمرين خفيف مئونتهما عظيم أجر هما لم يلق اللّٰه بمثلهما الصمت و حسن الخلق» (وصية نبوية)«قال رسول اللّٰه ﷺ إنما يؤتى الناس يوم القيامة من إحدى ثلاث إما من شبهة في الدين ارتكبوها أو شهوة للذة آثروها أو غضبة لحمية أعملوها فإذا لاحت لكم شبهة فأجلوها باليقين و إذا عرضت لكم شهوة فاقمعوها بالزهد و إذا عنت لكم غضبة فادرءوها بالعفو إنه ينادي مناد يوم القيامة من له أجر على اللّٰه فليقم فيقوم العافون عن الناس أ لم تر إلى قوله عز جلاله» ﴿فَمَنْ عَفٰا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ﴾ [الشورى:40] (وصية فيها تذكرة غافل)«قال رسول اللّٰه ﷺ يقول اللّٰه تعالى يا ابن آدم تؤتى كل يوم برزقك و أنت تحزن و ينقص كل يوم من عمرك و أنت تفرح أنت فيما يكفيك و أنت تطلب ما يطغيك لا بقليل تقنع و لا من كثير تشبع» (وصية تحريض على الاتصاف بصفة يحمدها اللّٰه |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||





