«و السيرة العادلة ليدوم لك الفضل و النعم و يصرف عنك العذاب و النقم و عرضتك لما هو خير لك و أفضل و أشرف و أعز و أكرم و ألذ و أنعم ثم أنت تظن بي ظنون السوء و تتوهم على غير الحق يا عبدي إذا تعذر عليك فعل شيء مما أمرتك به فقل لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم كما قالت حملة العرش لما ثقل عليهم حمله و إذا أصابتك مصيبة فقل» ﴿إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ﴾ [البقرة:156] كما يقول أهل صفوتي و مودتي و إذا زلت بك القدم في معصيتي فقل ما قال صفيي آدم و زوجته ﴿رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ﴾ [الأعراف:23] و إذا أشكل عليك أمر و أهمك رأى أو أردت رشدا و قولا صوابا فقل كما قال خليلي إبراهيم ﴿اَلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ وَ إِذٰا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَ الَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصّٰالِحِينَ وَ اجْعَلْ لِي لِسٰانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ وَ اغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كٰانَ مِنَ الضّٰالِّينَ وَ لاٰ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَ لاٰ بَنُونَ إِلاّٰ مَنْ أَتَى اللّٰهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ و إذا أصابتك مصيبة فقل كما أعلمتك فيما أنزله عليك من قول يعقوب ﴿إِنَّمٰا أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللّٰهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللّٰهِ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ﴾ و إذا جرت منك خطيئة فقل كما قال موسى ع ﴿هٰذٰا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطٰانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ﴾ [القصص:15] و إذا صرفت عنك معصية فقل كما قال يوسف ع ﴿وَ مٰا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّٰارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّٰ مٰا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [يوسف:53] و إذا ابتلاك اللّٰه ببلية فافعل ما ذكر اللّٰه عن داود ع ﴿فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ رٰاكِعاً وَ أَنٰابَ﴾ [ص:24] و إذا رأيت العصاة من خلق اللّٰه و الخاطئين من عباده و لم تدر ما حكم اللّٰه فيهم فقل كما قال عيسى ع ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة:118] و إذا استغفرت اللّٰه و طلبت عفوه فقل كما قال و يقول محمد ﷺ و أنصاره ﴿رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تُحَمِّلْنٰا مٰا لاٰ طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ وَ اعْفُ عَنّٰا وَ اغْفِرْ لَنٰا وَ ارْحَمْنٰا أَنْتَ مَوْلاٰنٰا فَانْصُرْنٰا عَلَى الْقَوْمِ الْكٰافِرِينَ﴾ و إذا خفت عواقب الأمور و لم تدر ما ذا يختم لك فقل كما يقولون ﴿رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ رَبَّنٰا إِنَّكَ جٰامِعُ النّٰاسِ لِيَوْمٍ لاٰ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يُخْلِفُ الْمِيعٰادَ﴾
(وصية)في
موعظة
دخل محمد بن واسع على بلال ابن أبي بردة في يوم حار و بلال في جيشة و عنده الثلج فقال بلال يا أبا عبد اللّٰه كيف ترى بيتنا هذا قال إن بيتك لطيب و الجنة أطيب منه و ذكر النار يلهي عنه قال ما تقول في القدر قال جيرانك أهل القبور ففكر فيهم فإن فيهم شغلا عن القدر قال ادع لي قال و ما تصنع بدعائي و على بابك كذا و كذا كل يقول إنك ظلمته يرتفع دعاؤهم قبل دعائي لا تظلم و لا تحتاج إلى دعائي و من كلام الحسن البصري ما لي أرى رجالا و لا أرى عقولا أرى أناسا و لا أرى أنيسا دخلوا ثم خرجوا عرفوا ثم أنكروا و من كلامه أيضا رضي اللّٰه عنه عجبا لقوم أمروا بالزاد و نودي فيهم بالرحيل و حبس أولاهم على أخراهم و هم قعود يلعبون يا ابن آدم السكين تحد و التنور يسجر و الكبش يعلف كفى بالتجارب تأديبا و بتقلب الأيام عظة و بذكر الموت زاجرا عن المعصية ذهبت الدنيا بحال وبالها و بقيت الأيام قلائد في الأعناق إنكم تسوقون الناس و الناس تسوقكم و قد أسرع بخياركم فما ذا تنتظرون أ تنتظرون المعاينة فكان قد و من كلام عمر بن عبد العزيز أن لكل سفر زادا لا محالة فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى و كونوا كمن عاين ما أعد اللّٰه من ثوابه و عقابه و ترغبوا و ترهبوا و لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم فو اللّٰه ما يبسط أملا من لا يدري لعله لا يصبح بعد مسائه و لا يمسي بعد صباحه و ربما كانت بين ذاك خطفات المنايا فكم رأيتم و رأينا من كان بالدنيا مغترا و إنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب اللّٰه و إنما يفرح من آمن من الأهوال يوم القيامة فأما من لا يداوي كلما إلا أصابه جرح من ناحية أخرى نعوذ بالله أن آمركم بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي لقد عنيتم بأمر لو عنت به النجوم لا نكدرت و لو عنيت به الجبال لذابت و لو عنيت به الأرض لتشققت أ ما تعلمون أنه ليس بين الجنة و النار منزلة و إنكم صائرون إلى إحداهما و من وصاياه في مواعظه رضي اللّٰه عنه إن اللّٰه عزَّ وجلَّ لم يخلقكم عبثا و لم يدع شيئا من أموركم سدى إن لكم معادا ينزل اللّٰه فيه للحكم و القضاء بينكم فخاب و خسر من خرج من رحمة اللّٰه