الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() لا يتجاوز ثلث ماله و أخبر أنه ﴿حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:180] و أخبر أنه من ﴿بَدَّلَهُ بَعْدَ مٰا سَمِعَهُ﴾ من الموصي إن إثمه ﴿عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ﴾ [البقرة:181] من الأولياء و الحكام و أخبر عن الساعي بالصلح بين الموصي و الموصى له أنه ﴿فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة:173] فهذه كلها وصايا إلهية منصوص عليها و منها أيضا أخبر الحق أنه لا يتبع المتشابه من الكتاب و يتأوله على ما يعطيه نظره إلا من في قلبه زيغ أي ميل عن الحق و أخبر أنه ﴿مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّٰهُ﴾ [آل عمران:7] و إن الراسخين ﴿فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّٰا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنٰا﴾ [آل عمران:7] و من جعله معطوفا فيكون ﴿اَلرّٰاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ [آل عمران:7] من أعلمهم اللّٰه بتأويل من أراد بذلك و أقام اللّٰه عذر عباده في قوله ﴿زُيِّنَ لِلنّٰاسِ حُبُّ الشَّهَوٰاتِ﴾ [آل عمران:14] الآيات و أخبر عن ﴿اَلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنٰا إِنَّنٰا آمَنّٰا فَاغْفِرْ لَنٰا ذُنُوبَنٰا وَ قِنٰا عَذٰابَ النّٰارِ اَلصّٰابِرِينَ وَ الصّٰادِقِينَ وَ الْقٰانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحٰارِ﴾ و هم الذين اتقوا أن لهم ﴿عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّٰاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا وَ أَزْوٰاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ [آل عمران:15] و أخبر سبحانه أن الذين ﴿يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ يَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النّٰاسِ﴾ [آل عمران:21] أن لهم عذاب أليم ﴿وَ مٰا لَهُمْ مِنْ نٰاصِرِينَ﴾ [آل عمران:22] ينجيهم من ذلك العذاب و نهانا أن نتخذ ﴿اَلْكٰافِرِينَ أَوْلِيٰاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:28] في نصرة دينه ﴿إِلاّٰ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقٰاةً﴾ [آل عمران:28] و إنه من فعل ذلك ﴿فَلَيْسَ مِنَ اللّٰهِ فِي شَيْءٍ﴾ [آل عمران:28] و قد حذرنا اللّٰه نفسه و «قاله ﷺ حين نهانا عن التفكر في ذات اللّٰه» إنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و قال اللّٰه لنبيه أن يقول لنا ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ [آل عمران:31] و أخبر أنه من اتبع رسول اللّٰه فقال ﴿يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران:31] (وصية)إلهية «قال اللّٰه أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه بريء و هو الذي أشرك» (وصية)إلهية «يقول اللّٰه عزَّ وجلَّ إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه و أطاعه في السر و العلانية و كان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع و كان رزقه كفافا فصبر على ذلك ثم نقر رسول اللّٰه ﷺ عند ما قال هذا الحديث عن ربه بيديه ثم قال عجلت منيته و قلت بواكيه و قل تراثه» (وصية)في إصلاح ذات البين «قال أنس بن مالك بينما رسول اللّٰه ﷺ جالسا إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول اللّٰه بأبي أنت و أمي قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تعالى فقال أحدهما يا رب خذ لي بمظلمتي من أخي فقال أعط أخاك مظلمته قال يا رب لم يبق من حسناتي شيء قال يا رب فليحمل عني من أوزاري و فاضت عينا رسول اللّٰه ﷺ بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس فيه إن يحمل من أوزارهم قال فيقول اللّٰه عزَّ وجلَّ للطالب ارفع رأسك فانظر إلى الجنان فرفع رأسه فقال يا رب أرى مدائن من فضة و قصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطاني الثمن قال يا رب و من يملك ذلك قال أنت تملك قال بما ذا يا رب قال بعفوك عن أخيك قال يا رب قد عفوت عنه قال اللّٰه تعالى خذ بيد أخيك فادخله الجنة ثم قال رسول اللّٰه ص» ﴿فَاتَّقُوا اللّٰهَ وَ أَصْلِحُوا ذٰاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال:1] فإن اللّٰه تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة (وصايا إلهية من التوراة)«روينا من حديث كعب الأحبار أنه قال وجدت في التوراة اثنتي عشرة كلمة فكتبتها و علقتها في عنقي انظر فيها في كل يوم إعجابا بها يا ابن آدم إن رضيت بما قسمت لك أرحت قلبك و بدنك و أنت محمود و إن لم ترض بما قسمت لك سلطت عليك الدنيا حتى تركض فيها ركض الوحش في البرية ثم و عزتي و جلالي لا تنال منها إلا ما قدرت لك و أنت مذموم يا ابن آدم كل يريدك له و أنا أريدك لك و أنت تفر مني يا ابن آدم ما تنصفني يا ابن آدم خلقتك من تراب ثم من نطفة و لم يعييني خلقك أ فيعييننى رغيف أسوقه إليك في حين يا ابن آدم أنى و حقي لك محب فبحقي عليك كن لي محبا يا ابن آدم خلقتك من أجلي و خلقت الأشياء من أجلك فلا تهتك ما خلقت من أجلي فيما خلقت من أجلك يا ابن آدم كما لا أطالبك بعمل غد لا تطالبني برزق غد يا ابن آدم لي عليك فريضة و لك علي رزق إن خنتني في فريضتي لم أخنك في رزقك على ما كان منك يا ابن آدم لا تخافن قوت الرزق ما دامت خزانتي مملوءة و خزانتي مملوءة لا تنفد أبدا يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا و سلطاني باق لا ينفد أبدا يا ابن آدم لا تأمن مكري حتى تجوز على الصراط» (وصية)خليلية في الوجل من اللّٰه تعالى «لما قال اللّٰه تعالى لإبراهيم الخليل عليه السّلام يا إبراهيم ما هذا الوجل الشديد الذي أراه منك قال فقال له إبراهيم يا رب و كيف لا أوجل و لا أكون على وجل و آدم أبي كان محله في القرب منك خلقته بيديك و نفخت فيه من روحك و أمرت» |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |