الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() أن يقرضوه و يذكروه و هنا إسار في التنزل الإلهي إلى عباده (وصية)إذا قرأت فاتحة الكتاب فصل بسملتها معها في نفس واحد من غير قطع «فإني أقول بالله العظيم لقد حدثني أبو الحسن عن ابن أبي الفتح المعروف والده بالكناري بمدينة الموصل سنة إحدى و ستمائة و قال بالله العظيم لقد سمعت شيخنا أبا الفضل عبد اللّٰه بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب يقول بالله العظيم لقد سمعت والدي أحمد يقول بالله العظيم لقد سمعت المبارك ابن أحمد بن محمد النيسابوري المقري يقول بالله العظيم لقد سمعت من لفظ أبي بكر الفضل بن محمد الكاتب الهروي و قال بالله العظيم لقد حدثنا أبو بكر محمد بن علي الشاشي الشافعي من لفظه و قال بالله العظيم لقد حدثني عبد اللّٰه المعروف بأبي نصر السرخسي و قال بالله العظيم لقد حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل و قال بالله العظيم لقد حدثنا أبو عبد اللّٰه محمد بن علي بن يحيى الوراق الفقيه و قال بالله العظيم لقد حدثني محمد بن يونس الطويل الفقيه و قال بالله العظيم لقد حدثني محمد بن الحسن العلوي الزاهد و قال بالله العظيم لقد حدثني موسى بن عيسى و قال بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الراجعي و قال بالله العظيم لقد حدثني عمار بن موسى البرمكي و قال بالله العظيم لقد حدثني أنس بن مالك و قال بالله العظيم لقد حدثني علي بن أبي طالب و قال بالله العظيم لقد حدثني أبو بكر الصديق و قال بالله العظيم لقد حدثني محمد المصطفى ﷺ و قال بالله العظيم لقد حدثني جبريل عليه السّلام و قال بالله العظيم لقد حدثني ميكائيل عليه السّلام و قال بالله العظيم لقد حدثني إسرافيل عليه السّلام و قال قال اللّٰه تعالى لي يا إسرافيل بعزتي و جلالي و جودي و كرمي من قرأ» ﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] متصلة بفاتحة الكتاب مرة واحدة اشهدوا على أني قد غفرت له و قبلت منه الحسنات و تجاوزت عنه السيئات و لا أحرق لسانه بالنار و أجيره من عذاب القبر و عذاب النار و عذاب القيامة و الفزع الأكبر و يلقاني قبل الأنبياء و الأولياء أجمعين (وصية)كن غيور اللّٰه تعالى و احذر من الغيرة الطبيعية الحيوانية أن تستفزك و تلبس عليك نفسك بها و أنا أعطيك في ذلك ميزانا و ذلك أن الذي يغار لله دينا إنما يغار لانتهاك محارم اللّٰه على نفسه و على غيره فكما يغار على أمه إن يزني بها أحد كذلك يغار على أم غيره إن يزني بها هو و كذلك البنت و الأخت و الزوجة و الجارية فإن كل امرأة يزني بها قد تكون إما لشخص و بنتا لآخر و أختا لآخر و زوجة لآخر و جارية لآخر و كل واحد منهم لا يريد أن يزني أحد بأمه و لا بأخته و لا بابنته و لا بزوجته و لا بجاريته كما لا يريد هذا الغير أن الذي يزعم أنه يغار لله دينا فإن فعل شيئا من هذا و زنى و ادعى الغيرة في الدين أو المروءة فاعلم أنه كاذب في دعواه فإنه ليس بذي دين و لا مروءة من يكره لنفسه شيئا و لا يكرهه لغيره فليس بذي غيرة إيمانية «يقول النبي ﷺ في سعد و الحديث مشهور إن سعدا لغيور و إني لأغير من سعد و إن اللّٰه أغير مني و من غيرته حرم الفواحش» و «لقد مات رسول اللّٰه ﷺ و ما مست يده يد امرأة لا يحل له لمسها و هو رسول اللّٰه و ما كانت تبايعه النساء إلا بالقول» و قوله للواحدة قوله للجميع فاجعل ميزانك في الغيرة للدين هذا فإن وفيت به فاعلم إنك غيور للدين و المروءة و إن وجدت خلاف ذلك فتلك غيرة طبيعية حيوانية ليس لله و لا للمروءة فيها دخول حتى تغار منك كما تغار عليك و قد ثبت ما من أحد أغير من اللّٰه إن يزني عبده أو تزني أمته و إذا أصابتك مصيبة فقل ﴿إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ﴾ [البقرة:156] فلا تنزل ما تجد منها إلا بالله ثم قل اللهم اجبرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها فإنه «ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ أن العبد إذا قال هذا أخلف اللّٰه له خيرا منها» و لقد مات أبو سلمة فقالت امرأته هذا القول و هي تقول و من خير من أبي سلمة فأخلفها اللّٰه خيرا من أبي سلمة و هو رسول اللّٰه ﷺ فتزوج بها و صارت من أمهات المؤمنين و لم يكن أصل هذه العناية الإلهية بها إلا هذا القول عند ما أصيبت بموت زوجها أبي سلمة و إذا مات لك ميت فاجهد إن يصلي عليه مائة مسلم أو أربعون فإنهم شفعاء له عند اللّٰه «ثبت في ذلك عن رسول اللّٰه ﷺ ما من مسلم يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه» و حديث آخر قال «قال رسول اللّٰه ﷺ ما من رجل مسلم يموت يقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم اللّٰه فيه» و معنى لا يشركون بالله شيئا أي لا يجعلون ﴿مَعَ اللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ﴾ [الحجر:96] و روينا عن بعض العرب أنه مر بجنازة يصلي عليها أمة كثيرة من المسلمين فنزل عن دابته و صلى عليها فقيل له في ذلك فقال إنها من أهل الجنة فقيل و من لك |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |