الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
و معلوم أنه ما ثم إلا محل و حال أي ما ثم إلا من يقبل اللون مثلا و اللون فما هو المتلون و ما ثم إلا من يقبل الحياة و الحياة فما هو الحي و ما ثم إلا من يقبل الحركة و الحركة فما هو المتحرك [ما يجمع الظهر و البطن و الحد و المطلع]و من ذلك ما يجمع الظهر و البطن و الحد و المطلع من الباب 417 قال ما من شيء إلا و له ظاهر و باطن و حد و مطلع فالظاهر منه ما أعطتك صورته و الباطن ما أعطاك ما يمسك عليه الصورة و الحد ما يميزه عن غيره و المطلع منه ما يعطيك الوصول إليه إذا كنت تكشف به و كل ما لا تكشف به فما وصلت إلى مطلعه و قال لا فرق بين هذه الأمور الأربعة لكل شيء و بين الأربعة الأسماء الإلهية الجامعة الاسم الظاهر و هو ما أعطاه الدليل و الباطن و هو ما أعطاه الشرع من العلم بالله و الأول بالوجود و الآخر بالعلم ﴿وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:29] فالضمير يعود على الضمير الأول في هو الأول فالأمر من غيب إلى غيب و ضمير هو الأول يعود على هو على كل شيء و ذلك الضمير يعود على اللّٰه و هو الاسم و الاسم يطلب المسمى فلله الأول و هو بكل شيء الآخر و هو الأول الظاهر و هو على كل شيء الباطن : فاعلم [سواء السبيل في طلب الحق بالدليل]و من ذلك سواء السبيل في طلب الحق بالدليل من الباب 418 قال لا سبيل إلى العلم بالله بدليل نظري و لا يوصل إلى العلم بالله إلا بتعريف اللّٰه فالعلم بالله تقليد و قال الكشف أعظم في الحيرة من برهان العقل عليه بخلاف التعريف و قال هو النور فله إحراق ما سواه فلا يكشف أي لا يدرك بالكشف «قيل لرسول اللّٰه ﷺ هل رأيت ربك قال نور أني أراه» و بالبرهان فلا يعلم إلا وجوده ففي أي صورة يتجلى حتى يرى و قال وعد قوما برؤيته و ذكر عن قوم أنهم محجوبون فما هو محجوب هو مرئي للجميع لكنه لا يعلم و قال بالعقل يعلم و لا يرى و بالكشف يرى و لا يعلم و هل ثم حالة أو مقام يجمع بين الرؤية و العلم و قال رؤيته مثل كلامه لا يكلم اللّٰه بشرا ﴿إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً﴾ [الشورى:51] فهو الحجاب و هو الرسول و هو الوحي [رؤية الأهوال في الأحوال]و من ذلك رؤية الأهوال في الأحوال من الباب 419 قال صاحب محاسن المجالس الأعمال للجزاء و الأحوال للكرامات و الهمم للوصول و ليس الكرامات سوى خرق العوائد في العموم و هي في الخصوص عوائد فلذلك تهول عند العامة و قال العاقل يهوله المعتاد و غير المعتاد و لذلك قال في المعتاد ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [الرعد:4] و قال من نظر إلى الأمور كلها معتادها و غير معتادها بعين الحق ما هاله ما يرى و لا ما بدا مع تعظيمه عنده فإنه من شعائر اللّٰه ﴿وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج:32] و قال كل ما في الكون آية عليه و لا يحصل في اليد منه شيء [تنبيه لا تضاهي النور الإلهي]و من ذلك تنبيه لا تضاهي النور الإلهي من باب 420 قال الحق لا يضاهي لأنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] ﴿إِنَّمَا اللّٰهُ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ﴾ [النساء:171] فأين المضاهي و قال صفات التشبيه مضاهاة مشروعة فما أنت ضاهيت و قال العقل ينافي المضاهاة و الشرع يثبت و ينفي و الايمان بما جاء به الشرع هو السعادة فلا يتعدى العاقل ما شرع اللّٰه له و قال العاقل من هجر عقله و اتبع شرعه بعقله من كونه مؤمنا و قال أكمل العقول عقل ساوى إيمانه و هو عزيز و قال لو تصرف العقل ما كان عقلا فالتصريف للعلم لا للعقل و قال للعقل لب و للالباب أحلام *** و للنهى في وجود الكون أحكام تمضي الليالي مع الأنفاس في عمه *** للخوض فيه و أيام و أعوام و ما لنا منه من علم و معرفة *** إلا القصور و أقدام و إيهام العلم بالله نفي العلم عنك به *** فكلما نحن فيه فهو أوهام و قال العاقل من قال لعقله اعقل أنه لا يعقل فمتى عقلت جهلت [منازل الأدباء من السماء و العرش و العماء]و من ذلك منازل الأدباء من السماء و العرش و العماء من الباب 421 قال العالم الأديب ينزل الحق حيث أنزل نفسه لا يزيد عليه و لكن لا بد أن يعرف الزمان فإن زمان استواءه على العرش ما هو زمان نزوله إلى السماء و لا زمان كينونته في العماء و قال الحكم الذي يصحب الحق و لا يحكم عليه زمان خاص ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] فهو في العرش مع الحافين به و في تلك الحالة هو في النزول مع أرواح العروج و النزول و في تلك الحال هو في السماء يخاطب أهل الليل و في تلك الحال هو في الأرض أي موجود غير اللّٰه يوصف بهذه الصفات ﴿ذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾ [الأنعام:102] ﴿فَأَنّٰى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس:32] [إلحاق الأصاغر بالأكابر]و من ذلك إلحاق الأصاغر بالأكابر من الباب 422 قال قالت ﴿فَأَشٰارَتْ إِلَيْهِ﴾ [مريم:29] فأعادت الضمير من إليه على الخبير فقالوا لما عندهم من أحكام المواطن ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كٰانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾ [مريم:29] و إن كان |
|
|||||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||||





