الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() المقيم فهو الذي لا يريم قد لزم لدكان و قال بالمكان و ما تيسر مما كان من الإمكان و بالاستكانة حصل المكانة [عند الامتحان يعز المرء أو يهان]و من ذلك عند الامتحان يعز المرء أو يهان من الباب 332 و إذا ما خلى الجبان بأرض *** طلب الطعن وحده و النزالا إذا اجتمعت الإقران كان الامتحان هنالك يتقدم الشجاع و يتأخر الجبان فالمتقدم يكرم و المتأخر يهان إلا من انحاز ﴿إِلىٰ فِئَةٍ﴾ [الأنفال:16] أو كان ﴿مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ﴾ [الأنفال:16] فإنه من إبطال الرجال و من أهل المكر المشروع و الاحتيال و الحرب خدعة و إن أساء في الحال السمعة فإن العاقبة تسفر عن مراده بما قصده في جهاده و على قدر دعوى الايمان يكون الامتحان فالمؤمن ما هو في أمان إلا في الدار الحيوان و أما في هذه الدار فهو في محل الاختبار فأما إلى دار القرار و إما إلى دار البوار ما هي منزل الشقاء دار القرار [الإيثار ليس من صفات علماء الأسرار]و من ذلك الإيثار ليس من صفات علماء الأسرار من الباب 333 ما هو لك فما تقدر على دفعه و ما ليس لك فما لك استطاعة على منعه فأين الإيثار و الأمر أمانة فأدها إلى أهلها قبل أن تسلبها و توصف بالخيانة فأعطها عن رضي قلبك تفز برضا ربك فهؤلاء هم الأحياء و إن ماتوا لله قوم وجود الحق عينهم *** هم الأحياء إن عاشوا و إن ماتوا هم الأعز ألا يدرون أنهم *** هم و لا ما هم إلا إذا ماتوا لله درهم من سادة سلفوا *** و خلفونا على الآثار إذ ماتوا لا يأخذ القوم نوم لا و لا سنة *** و لا يؤدهم حفظ و لو ماتوا رأيتهم و سواد الليل يسترهم *** عن العيون قياما كلما ماتوا فكيف بالشمس لو أبدت محاسنهم *** أقسمت بالله أن القوم ما ماتوا و كنت تصدق أن اللّٰه أخبرنا *** عن مثلهم أنهم و اللّٰه ما ماتوا أحياء لم يعرفوا موتا و ما قتلوا *** في معرك و ذوو رزق و قد ماتوا فلو تراهم سكارى في محاربهم *** لقلت إنهم الأحياء و إن ماتوا اللّٰه كرمهم اللّٰه شرفهم *** اللّٰه يحييهم به إذا ماتوا لقد رأيتهم كشفا و قد بعثوا *** من بعد ما قبروا من بعد ما ماتوا [تجلى الحق في كل آية للعارفين من أهل الولاية]و من ذلك تجلى الحق في كل آية للعارفين من أهل الولاية من الباب 334 ظهور الحق في كل صورة دليل على علو السورة و برهان على عموم الصورة عند من عرف سورة ما تميز الرجال إلا بالأحوال في الأعمال من قام برجله قزل فعن سعادته قد انعزل السابق بالخيرات هو الساعي و هو صاحب السمع الواعي و أما المقتصد فهو ما زاد على زاده على قدر اجتهاده و أما الظالم فهو المحكوم عليه ما هو الحاكم و الكتاب قد شمل الجميع و إن كان فيهم الأرفع و الرفيع فالكل وارث فإنه حارث و أصحاب السهام متفاضلون فمنهم المقلون و منهم المكثرون و من قال إن الفرائض قد تعول فما عنده خبر بما يقول فإنه من عمل بموجب القول لم يقل بالعول [الاستخلاف خلاف]و من ذلك الاستخلاف خلاف من الباب 335 القول بالنيابة مما سبقت به الكتابة لو لا الكتاب ما كان النواب ليس العجب ممن ساء سبيلا مع كونه أقام على ذلك دليلا و إنما العجب ممن اتخذ مستخلفه وكيلا فلو لا الأمر الرباني لرده الأدب الكياني ما أجهل الناس بمواطن الأدب و هو الذي أداهم إلى العطب الحكم للمواطن في الظاهر و الباطن فقد يكون ترك الأدب أدبا و القول بترك السبب سببا الأسباب موضوعة بالوضع الإلهي فما لها من رافع و من قال برفعها فإن عذاب ربه به واقع لأنه لدعواه في رفعه يبتلى و بالابتلاء تحصل له الدرجات العلى و لا يقدر على رفع الابتلاء لأنه مخاطب بالعمل المشروع و الاقتداء فقد قال بالسبب في رفع السبب [القلوب مساقط أنوار علوم الأسرار]و من ذلك القلوب مساقط أنوار علوم الأسرار من الباب 336 الوقائع للأولياء و الوحي للأنبياء و قد يكون المثل للرسل و غير الرسل الملائكة لا تزل تنزل بالتنزيل على قلوب أهل الجمع و التفصيل و لكن لا تشرع إلا لنبي أو رسول مضى زمن الرسالة و النبوة و بقي الوحي فتوه |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |