الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
ما أتاها : و جعل لها بعد عسر يسرا : حين تولاها و شرع في أحكامه المباح و جعله سببا للنفوس في السراح و الاسترواح إلى الانفساح ما قال في الدين برفع الحرج : إلا رحمة بالأعرج و على منهج الرسول ﷺ درج دين اللّٰه يسر فما يمازجه عسر بعث بالحنيفية السمحاء و السنة الفيحاء فمن ضيق على هذه الأمة حشر يوم القيامة مع أهل الظلمة [الحقيقة في كل طريقة]و من ذلك الحقيقة في كل طريقة من الباب الأحد و السبعين و مائتين 271 في الكلام القديم و القرآن الحكيم ﴿مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ جاء به الرءوف الرحيم الخبير بما هناك العليم فمع الحق مشي من مشى ﴿وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ﴾ [الانسان:30] فالسعادة كاملة و الرحمة شاملة فإن أهل الاستقامة في الاستقامة هم أهل السلامة في القيامة و أما الماشي في الاستقامة بغير استقامة فهو المنحاز عن دار الكرامة و الكل في دار المقامة ﴿إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ [هود:123] و كيف يرجع إليه و هو فعله ما العجب إلا كيف قيل يرجع إليه من هو لديه و لم يزل في يديه ستور مسدلة و أبواب مقفلة و أمور مبهمة و عبارات مبهمة هي شبهات من أكثر الجهات [ما كل سحاب خطر أمطر]و من ذلك ما كل سحاب خطر أمطر من الباب 272 ما قصر الجهام حين أثر فالتحق بأهل المآثر ما جاد إلا على رحمه بما أعطاه من كرمه بخارها عاد عليها و تحلل شوقا فنزل إليها الأمطار دموع العشاق من شدة الأشواق لالم الفراق فلما تلاقى أضحك بإزهاره جزاء بكاء وابل مدرارة ف ﴿أَمٰاتَ وَ أَحْيٰا﴾ [ النجم:44] من ﴿أَضْحَكَ وَ أَبْكىٰ﴾ [ النجم:43] نفعت الشكوى و مقاساة البلوى ثم إنه أظهر من الثمر ما هو أنفع من الزهر فحسن الهيئة و أقام النشأة و كان التغذي و زال التأذي و بدا كل ﴿أَمْرٍ مَرِيجٍ﴾ [ق:5] و وقع النكاح بين ﴿كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحج:5] فتوج الأكام و آزر الأهضام فالشكر لله على هذا الإنعام [من ورد تعبد]و من ذلك من ورد تعبد من الباب 273 من جاء إليك فقد أوجب القيام بحقه عليك فإنه ضيف نازل فأما قاطن و إما راحل و على كل حال فلا بد من النظر في حقه و أمره على حد ميزانه في الوجود و قدره و لا شك أن المؤمن قد جعله اللّٰه له سكنا و اتخذ قلبه وطنا فوفد عليه و نزل إليه فوسعه و ما حين ضاق عنه الأرض و السماء و جعله سميه و اتخذه وليه و نعته بالإيمان و هو صفة الرحمن و أنبأه بما يكون و ما كان فتعين على المؤمن القيام بفرضه لما حل بأرضه فاجعله ممن تلقى كريما خبيرا بقدره عليما و انتهك بشيمة أهل الفضائل إن الكرامة على قدر المنزل عليه لا على قدر النازل و في العموم على قدر النازل لا على قدر المنزل عليه فإنه لا يعرف ما عند النازل و يعرف ما لديه و لا يحجبنك قول من قال أنزلوا الناس منازلهم لما كنت بهم و لهم فلو عاملنا الحق بهذه المعاملة لم يصح بيننا و بينه مواصلة [الوارد شاهد]و من ذلك الوارد شاهد من الباب 274 إنما شهد الوارد لشهود ما لديك حين ورد عليك فيما شهد شهد و هو مسموع القول فقابله بالفضل و كثرة البذل و جزيل النيل و الطول فإنه لسان صدق في الأولين و الآخرين و هو عند السامعين من أصدق القائلين فيقلد حين يشهد فإن شهد عند الحق فما يتمكن له أن يشهد إلا بحق و اقعد في مقعد صدق لأنه يعلم منه أنه يعلم فلا يتمكن له أن يحيد في شهادته عن علمه أو يكتم إن كان عامر قلبك علمك بربك فهو يتلقاه و يبادر إليه حين يلقاه و منه ورد و عليه وفد فما عليك لوم في ذلك اليوم الصدقة تقع في يد الرحمن و السائل الإنسان [من تنفس استراح كالصباح]و من ذلك من تنفس استراح كالصباح من الباب 275 النفس و إن كانت لها المنزلة الرفيعة فهي مقيدة بين الروح الكل و الطبيعة و لذا كان المزاج ذا أمشاج فما لها سراح و لا انفساح فإذا نسب إليها الانفساح و المجال فما هو إلا حصولها في حضرة الخيال فتتقلب في الصور كما يدركها البصر فيما يعطيه النظر مثل ما تتنوع الخواطر عليه في هذه الدار مع كونه تحت إحاطة هذه الأسوار فإني للنفوس بالسراح و منتهى أعمالها إلى الصراح فلا تتعدى في الانتهاء سدرة المنتهى فهي بحيث عملها لا بحيث أملها إلى يوم البعث عند ذلك تعلم ما حصل لها في الروع من النفث علم شهود و وجود فإن الأمر هناك مشهود فما وقع به هنا الايمان حصله هناك عن العيان و يجد الفرق بين الأمرين فإن الصباح لا يخفى على ذي عينين فإنه يميز البين من البين و لكن للعيان لطيف معنى *** لذا سأل المعاينة الكليم [إشراق يوح هو الروح]و من ذلك إشراق يوح هو الروح من الباب 276 في الشكل المثلث يعرف من ثلث و بما يحدث من رمى الشمس |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
|||||||||||





