[الوارد شاهد]
و من ذلك الوارد شاهد من الباب 274 إنما شهد الوارد لشهود ما لديك حين ورد عليك فيما شهد شهد و هو مسموع القول فقابله بالفضل و كثرة البذل و جزيل النيل و الطول فإنه لسان صدق في الأولين و الآخرين و هو عند السامعين من أصدق القائلين فيقلد حين يشهد فإن شهد عند الحق فما يتمكن له أن يشهد إلا بحق و اقعد في مقعد صدق لأنه يعلم منه أنه يعلم فلا يتمكن له أن يحيد في شهادته عن علمه أو يكتم إن كان عامر قلبك علمك بربك فهو يتلقاه و يبادر إليه حين يلقاه و منه ورد و عليه وفد فما عليك لوم في ذلك اليوم الصدقة تقع في يد الرحمن و السائل الإنسان
[من تنفس استراح كالصباح]
و من ذلك من تنفس استراح كالصباح من الباب 275 النفس و إن كانت لها المنزلة الرفيعة فهي مقيدة بين الروح الكل و الطبيعة و لذا كان المزاج ذا أمشاج فما لها سراح و لا انفساح فإذا نسب إليها الانفساح و المجال فما هو إلا حصولها في حضرة الخيال فتتقلب في الصور كما يدركها البصر فيما يعطيه النظر مثل ما تتنوع الخواطر عليه في هذه الدار مع كونه تحت إحاطة هذه الأسوار فإني للنفوس بالسراح و منتهى أعمالها إلى الصراح فلا تتعدى في الانتهاء سدرة المنتهى فهي بحيث عملها لا بحيث أملها إلى يوم البعث عند ذلك تعلم ما حصل لها في الروع من النفث علم شهود و وجود فإن الأمر هناك مشهود فما وقع به هنا الايمان حصله هناك عن العيان و يجد الفرق بين الأمرين فإن الصباح لا يخفى على ذي عينين فإنه يميز البين من البين
و لكن للعيان لطيف معنى *** لذا سأل المعاينة الكليم
[إشراق يوح هو الروح]
و من ذلك إشراق يوح هو الروح من الباب 276 في الشكل المثلث يعرف من ثلث و بما يحدث من رمى الشمس شعاعها على الجسم الصقيل يقع التمثيل فلا شيء أشبه بالروح مما أعطته يوح هذا أثر خلق في خلق فما ظنك بأثر الحق ما حصل الإنسان الكامل الإمامة حتى كان علامة و أعطى العلامة و كان الحق إمامه و لا يكون مثله حتى يكون وجها كله فكله إمام فهو الإمام لا خلف يحده فقد انعدم ضده فحيث ما تولوا ﴿فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] صفة الحليم الأواه ما سمي بالخليل إلا بسلوكه سواء السبيل و لا قال في تمثيله المرء على دين خليله إلا لصورته و قيامه في سورته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية