الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() الضمير فقد جمع بينهما محمد ﷺ و هو السراج المنير فبه اقتدينا فاهتدينا ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80] و لا سيما إذا ثبت أنه ما في الوجود إلا اللّٰه العين و إن تكثرت في الشهود فهي أحدية في الوجود ضرب الواحد في الواحد ضرب الشيء في نفسه فما يعطي غير جنسه فإن ضربته في غير عينه فما يزيد ما أضفته إليه في كونه [سر ذكر الحادث أمن من الحوادث]و من ذلك سر ذكر الحادث أمن من الحوادث من الباب 139 ذكر المخلوق ما يصح قدمه و لو ثبت لاستحال عدمه فالحادث لا يخلو عن الحوادث لو حل بالحادث الذكر القديم لصح قول أهل التجسيم القديم لا يحل و لا يكون محلا و لو كان محلا لكان محلا لا يوصف بغير وصفه و هل يعرف المسك إلا من عرفه أو يضم المعنى سوى حرفه ذكر القرآن أمان و يجب به الايمان إنه كلام الرحمن مع تقطيع حروفه في اللسان و نظم حروفه فيما رقمه باليراع البنان فحدثت الألواح و الأقلام و ما حدث الكلام و حكمت على العقول الأوهام بما عجزت عن إدراكه الأفهام و لو نيل بالإلهام لكان العالم به هو العلام [سر ذكر القديم مزاجه من تسنيم]و من ذلك سر ذكر القديم مزاجه من تسنيم من الباب 140 الذكر القديم ذكر الحق و إن حكي ما نطق به الخلق كما إن ذكر الحادث ما نطق به لسان الخلق و إن تكلم بالقرآن الحق من وقف مع المعنى ما تعني إذا كان الحق لسان العبد فالذكر قديم و ﴿مِزٰاجُهُ﴾ [الانسان:5] بالعبد ﴿مِنْ تَسْنِيمٍ﴾ [المطففين:27] لأنه العلي الأعلى و النزول بالعبد أولى هو العين الذي يشرب بها المقرب و بها في كل صورة يتقلب الشارب حقيق في شربه من الرحيق فإن كان الرحيق المختوم الذي ﴿مِزٰاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ﴾ [المطففين:27] فهو ظهور المحدث بصفة القديم فبه يتكلم و عنه يترجم فقل ما تشاء و ما تشاء إلا ما يشاء فله المنة و الطول و به القوة و الحول الفريضة إذا عالت مالت لا يعرف الحق إلا من كان قواه و لا يكون قواه إلا من قواه بالذوق تعرف نسبة التحت إلى اللّٰه تعالى و الفوق مع تنزهه عن الجهات و ما تقضي به الشبهات [سر الاعتبار في الإستبصار من الأبصار]و من ذلك سر الاعتبار في الإستبصار من الأبصار من الباب الأحد و الأربعين و مائة لو لا الحواس ما ثبت القياس و لو لا البصر ما صدق من اعتبر الاعتبار جواز من أين إلى أين و انتقال من عين إلى عين و من كون إلى كون و عدم لا من عدم إلى كون الاعتبار تعجب من الاقتدار بالفلك المدار ظهرت الدهور و الأعصار و بالشمس ظهر الليل و النهار من خفايا الأمور المد و الجزر في الأنهار و البحور أ من القمر مده و جزره أم من غير ذلك فكيف أمره هو عبد مأمور مثل سائر الأمور مده ماد الظل و نزله منزل الوبل و الطل لا شك أن الأمور معلولة و الكيفية من اللّٰه مجهولة و النفوس على طلب العلم به مجبولة انفرد بعلم العلل فأصل الأبد من الأزل [سر الأفكار متعلق الأغيار]و من ذلك سر الأفكار متعلق الأغيار من الباب 142 حلت المثلات بأهل التفكر في المحدثات لا بد من وجه جامع بين لدليل و المدلول في قضايا لعقول و إذا لم يدرك بالدليل فما إلى معرفته من سبيل و قد دعانا إلى معرفته و ما دعانا إلا بصفته فلا بد من صفة تتعلق بها المعرفة و ما ثم في العقل إلا صفة تنزيه و في النقل ما ثم إلا مثل ذلك مع صفة تشبيه فعلى ما هو المعول على الآخر أو الأول الأول لا يتبدل و الآخر في كل صورة يتحول فكما أنه ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مٰا شٰاءَ رَكَّبَكَ﴾ [الإنفطار:8] كذلك في أي صورة ركبته في المعتقد فيظهر فيها و ما عتبك فله التجلي بالجيم و لك التحلي بالحاء المهملة بصفة القديم فبالأفكار تبدو عيون الأغيار و بالأذكار تذهب الآثار و تطمس الأنوار [الفتى لا يقول متى]و من ذلك الفتى لا يقول متى من الباب 143 الفتى ابن الوقت مخافة المقت لا يتقيد بالزمان كما لا يحصره المكان لا تصحب من إذا قلت له باسم اللّٰه قال لك أين تذهب ليس للفتى من الزمان إلا الآن لا يتقيد بما هو عدم بل له الوجود الأدوم زمان الحال لا ينقال لا فتى إلا علي لأنه الوصي و الولي الفتيان رؤساء المكانة و الإمكان لهم الحجة و السلطان و الدليل و البرهان عليهم قام عماد الأمر و هم على قدم حذيفة في علم السر لهم التمييز و النقد و هم أهل الحل و العقد لا ناقض لما أبرموه و لا مبرم لما نقضوه و لا مطنب لما قوضوه و لا مقوض لما طنبوه إن أوجزوا أعجزوا و إن أسهبوا أتعبوا إليهم الاستناد و عليهم الاعتماد [ما عتي من زعم أنه فتى]و من ذلك ما عتي من زعم أنه فتى من الباب 144 هو صاحب الفتوح ما عنده جموح سهل الهوى و الانقياد و مع هذا فهو مع من زاد بزاد و بغير زاد الفتى هو الكليم و أين رتبة كلام الحق إياه من اتباعه الخضر بطلب التعليم انظر إلى هذا الإنصاف و ما يختص به من الأوصاف ما تجبر |
|
|||||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |