الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() التفصيل من شاء من عباده و هو ما فضل من اللبن في القدح و حصل لعمر لأنه من شرب من ذلك الفضل فقد عمر به محل شربه فلذلك كان عمر دون غيره من الأسماء هذا تعبير رؤياه على التمام ﷺ و لعمر بن الخطاب في ذلك خصوص وصف لاختصاصه بالاسم و الصورة في النوم دون غيره من العمريين و من الصحابة ممن ليس له هذا الاسم فكل رازق مرزوق أما الرزق المعنوي أو الحسي على انقسام الأرزاق المعنوية و المحسوسة و من هذه الحضرة قوله تعالى ﴿وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] فحتى نعلم رزق الابتلاء أي كونه اللّٰه من الابتلاء فهو علم إقامة الحجة لتكون الحجة البالغة لله كما أخبر عن نفسه فقال ﴿فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ﴾ [الأنعام:149] التي لا دخل عليها و لا تأويل فيها و إذا وصف الحق نفسه ب ﴿حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] فعم حكم الرزق جميع الصور فكل الصيد في جوف الفرا ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] . «حضرة الفتح و هي للاسم الفتاح»حضرة الفتاح للفتح و ما *** يعلم الشخص بما يفتح له أن رب الخلق في الخير و في *** كل شر واقع قد أجمله ربما يعرفه الشخص و ما *** يعرف الأمر الذي قد أنزله ثم قد يعلمه الشخص و ما *** يعلم الشيء الذي كون له [لهذه الحضرة عبد الفتاح صورة و معنى و برزخ]يدعى صاحب هذه الحضرة عبد الفتاح و لها صورة و معنى و برزخ و ما حازها على الكمال إلا آدم عليه السّلام بعلم الأسماء و محمد ﷺ بجوامع الكلم و ما عدا هذين الشخصين فما ذكر لنا و من هذه الحضرة نزلت ﴿إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ﴾ [النصر:1] و ﴿إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾ [الفتح:1] و لقد كنت بمدينة فاس سنة إحدى و تسعين و خمسمائة و عساكر الموحدين قد عبرت إلى الأندلس لقتال العدو حين استفحل أمره على الإسلام فلقيت رجلا من رجال اللّٰه و لا أزكي على اللّٰه أحدا و كان من أخص أودائى فسألني ما نقول في هذا الجيش هل يفتح له و ينصر في هذه السنة أم لا فقلت له ما عندك في ذلك فقال إن اللّٰه قد ذكر و وعد نبيه ﷺ بهذا الفتح في هذه السنة و بشر نبيه ﷺ بذلك في كتابه الذي أنزله عليه و هو قوله تعالى ﴿إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً﴾ [الفتح:1] فموضع البشرى فتحا مبينا من غير تكرار الألف فإنها لإطلاق الوقوف في تمام الآية فانظر أعدادها بحساب الجمل فنظرت فوجدت الفتح يكون في سنة إحدى و تسعين و خمسمائة ثم جزت إلى الأندلس إلا أن نصر اللّٰه جيش المسلمين و فتح اللّٰه به قلعة رباح و الأركو و كركوى و ما انضاف إلى هذه القلاع من الولايات هذا عاينته من الفتح ممن هذه صفته فأخذنا للفاء ثمانين و للتاء أربعمائة و للحاء المهملة ثمانية و للالف واحدا و للميم أربعين و للباء اثنين و للياء عشرة و للنون خمسين و الألف قد أخذنا عددها فكان المجموع إحدى و تسعين و خمسمائة كلها سنون من الهجرة إلى هذه السنة فهذا من الفتوح الإلهي لهذا الشخص و كذلك ما ذكرناه من فتح البيت المقدس فيما اجتمع بالضرب في ﴿الم غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ مع البضع من السنين المذكور فيه بالحسابين الجمل الصغير و الكبير فظهر من ذلك فتح البيت المقدس و قد ذكرناه فيما تقدم من هذا الكتاب في باب الحروف منه و هو أن البضع جعلناه ثمانية لكون فتح مكة كان سنة ثمان ثم أخذنا بالجمل الصغير ﴿الم﴾ [الفاتحة:2] ثمانية فأسقطنا الواحد لكون الأس يطلب طرحه لصحة العدد في أصل الضرب في الحساب الرومي و الفتح إنما كان في الروم الذين كانوا بالبيت المقدس فأضفنا ثمانية البضع إلى ما اجتمع من حروف ﴿الم﴾ [الفاتحة:2] بعد طرح الواحد للاس فكان خمسة عشر ثم رجعنا إلى الجمل الكبير فضربنا واحدا و سبعين في ثمانية و الكل سنون لأنه قال ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ [الروم:4] فكان المجموع ثمانية و ستين و خمسمائة فجمعناها إلى الخمسة عشر التي في الجمل الصغير فكان المجموع ثلاثا و ثمانين و خمسمائة و فيها كان فتح البيت المقدس و هذا العلم من هذه الحضرة و لكن عبد السلام أبو الحكم بن برجان ما أخذه من هذا فوقع له غلط و ما شعر به الناس و قد بيناه لبعض أصحابنا حين جاءنا بكتابه فتبين له أنه غلط في ذلك و لكن قارب الأمر و سبب ذلك إنه أدخل عليه علما آخر فأفسده و هذا كله من صورة الفتح لا من معناه و لا من وسطه الذي هو الجامع للطرفين فكان لآدم إحصاء جميع اللغة الواقعة من أصحابها المتكلمين بها إلى يوم القيامة و كان لمحمد ص |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |