يعني أن العلم ظهر في صورة اللبن و لما كان العلم لبنا وصف نفسه بالشرب منه و التضلع إلى أن خرج الري من أظافره فنال كما قال علم الأولين و الآخرين و ما خرج منه من الري هو ما خرج إلى الناس من العلم الذي أعطاه اللّٰه لا غير ثم أعطى ما فضل في الإناء عمر فكان ذلك الفضل القدر الذي وافق عمر الحق فيه من الحكم كحكمه في أسارى بدر و في الحجاب و غير ذلك ففاز به دون غيره من عند اللّٰه و هكذا كل من حصل له مثل هذا من عند اللّٰه كالمتقي إذا اتقى اللّٰه جعل له فرقانا : و هو علم يفرق به بين الحق و الباطل في غوامض الأمور و مهماتها عند تفصيل المجمل و إلحاق المتشابه بالمحكم في حقه فإن اللّٰه أنزله متشابها و مجملا ثم أعطى التفصيل من شاء من عباده و هو ما فضل من اللبن في القدح و حصل لعمر لأنه من شرب من ذلك الفضل فقد عمر به محل شربه فلذلك كان عمر دون غيره من الأسماء هذا تعبير رؤياه على التمام ﷺ و لعمر بن الخطاب في ذلك خصوص وصف لاختصاصه بالاسم و الصورة في النوم دون غيره من العمريين و من الصحابة ممن ليس له هذا الاسم فكل رازق مرزوق أما الرزق المعنوي أو الحسي على انقسام الأرزاق المعنوية و المحسوسة و من هذه الحضرة قوله تعالى ﴿وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] فحتى نعلم رزق الابتلاء أي كونه اللّٰه من الابتلاء فهو علم إقامة الحجة لتكون الحجة البالغة لله كما أخبر عن نفسه فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية