يدعى صاحبها عبد المعيد فإنه تعالى ﴿يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ﴾ [البروج:13] فالبدء و الإعادة حكمان له فإنه ما أعاد شيئا بعد ذهابه إلا أنه في إيجاده الأمثال عاد إلى الإيجاد هو تعالى هو معيد لا أنه يعيد عين ما ذهب فإنه لا يكون لأنه أوسع من ذلك فهو المعيد للحال الذي كان يوصف به فما من موجود يوجده الحق إلا و قد فرغ من إيجاده ثم ينظر ذلك الموجود إلى اللّٰه تعالى قد عاد إلى إيجاد عين أخرى هكذا دائما أبدا فهو المبدئ المعيد المبدئ لكل شيء و المعيد لشأنه كالوالي الحكم في أمر ما إذا انتهى عين ذلك الحكم في المحكوم عليه فقد فرغ منه بالنظر إليه و عاد هو إلى الحكم في أمر آخر فحكم الإعادة فيه فافهم بخلاف حكم المبدئ فهو يبدىء كل شيء خلقا ثم يعيده أي يرجع الحكم إليه بأنه يخلق و هو قوله ﴿وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ أي يعيد الخلق أي يفعل في العين التي يريد إيجادها ما فعل فيمن أوجدها و ليس إلا الإيجاد فإن الخلق يريد به المخلوق في موضع مثل قوله ﴿هٰذٰا خَلْقُ اللّٰهِ﴾ [لقمان:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية