﴿لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنفال:23] فستر علمه فيهم بأن قال ﴿وَ لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ هُمْ لاٰ يَسْمَعُونَ﴾ [الأنفال:21] و قال و لو شاء اللّٰه لأسمعهم فأكذبهم في قولهم سمعنا فقال ﴿إِنَّمٰا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ﴾ [الأنعام:36] فلو سمعوا استجابوا فإن اللّٰه أعز و أجل من أن يقاومه مخلوق أ لا تراه يقول في حق من سمع من النصارى ﴿وَ إِذٰا﴾ [البقرة:11] ﴿سَمِعُوا مٰا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ﴾ [المائدة:83] فوصفهم بأنهم يسمعون ثم ذكر ما كان منهم حين سمعوا فقال ﴿تَرىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمّٰا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾ [المائدة:83] فأخبر أنهم آمنوا و أخبر أنه تعالى أثابهم على إيمانهم بما ذكر في الآيات فلا تقل فيمن لم يجب أنه سمع فتخالف اللّٰه فيما أخبر عنهم و قد أخبر اللّٰه تعالى عنهم إن بهم صمما و أخبر عنهم أنهم قالوا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية