فلا بد أن يكسو اللّٰه باطن هذا العبد من الجمال بحيث إنه لا يتجلى له إلا حبا لما ظهر فيه من الجمال الخاص المقيد به الذي لا يمكن أن يظهر ذلك الجمال إلا في هذا المحل الخاص فإنه لكل محل جمال يخصه لا يكون لغيره و لا ينظر اللّٰه إلى العالم إلا بعد أن يجمله و يسويه حتى يكون قبوله لما يرد به عليه في تجليه على قدر جمال استعداده فيكسوه ذلك التجلي جمالا إلى جمال فلا يزال في جمال جديد في كل نجل كما لا يزال في خلق جديد في نفسه فله التحول دائما في باطنه و ظاهره لمن كشف اللّٰه عن بصيرته غطاء عماه
[إن اللّٰه حددنا أن لا تجاوز عن الحدود المشروعة]
و اعلم أن الحدود الموضوعة في العالم أعني الحدود المشروعة التي أمرنا الحق أن لا نتعداها ثم شرع لنا حدودا تقام علينا إذا تعديناها كل ذلك لنعرف أن الأمر حد كله فينا و فيه دنيا و آخرة لأن بالحدود يقع التمييز و بالتمييز يكون العلم فلو لا الفارق لما تميزت عين من عين و لا كان ثم علم بشيء أصلا و قد تميز لنا و بنا و عنا كما تميزنا له و به و عنه فعرفنا من نحن و من هو فإن غلبنا حال يقول ذلك الحال بلسانه
أنا من أهوى و من أهوى أنا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية