فيكفيه من قوة أثر الحدود إن فرق بين أنا و بين من أهوى و لو أنه يهوى نفسه فحاله كونه يهوى و هو الفاعل ما هو عين حاله يهوى و هو المفعول فبينت الحدود الأحوال كما بينت الأعيان و هذا علم ما تصل إليه العبارة في أحدية العين و لم يقدر على أن يوحد الحال و لا ذلك بممكن أصلا و في باب العلم بالله أوصل ما يكون الأمر و أعظم في الأحدية أن يكون وجود العالم عين وجود الحق لا غيره و معلوم اختلاف صور العالم و اختلاف الأسماء الإلهية و لا معنى للاختلاف الواضح إلا العلم بأنه لو لا الحدود لما كان التمييز و إن كان الوجود عينا واحدة و هو الوجود الحق فالموجودات و المعقولات مختلفة و لقد لعن اللّٰه على لسان رسول اللّٰه ﷺ من غير منار الأرض و هو الحدود لأن التشابه إذا غمض جدا أوقع الحيرة و خفي الحد فيه فإن شخصيات النوع الواحد الأخير متماثلة بالحد متميزة بالشخص فلا بد من فارق في المتماثل بالحد و يكفيك إن جعلته مثله لا عينه
فالحد يصحب ما في العلم أجمعه *** و الحد يصحبه التحديد في النظر
«الباب الثامن و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
﴿اَللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة:257]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية