فيا قوم اسمعوا ما قلت فيمن *** هو المولى و نحن له عبيد
يريد الأمر لا المأمور فانظر *** إلى حكم يشيب له الوليد
[المؤمن على كل حال يعلم أن اللّٰه يراه]
«قال رسول اللّٰه ﷺ استحيوا من اللّٰه حق الحياء» ما قال اللّٰه تعالى ﴿أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّٰهَ يَرىٰ﴾ [العلق:14] و عرف بذلك عباده لاختلاف أهل النظر في ذلك بين الطريقين بين أنه يرانا و بين أنا نراه فالمؤمن على كل حال يعلم أن اللّٰه يراه من هذا التعريف فما عرفهم إلا ليلزموا الحياء منه تعالى في تعدى حدوده فمن كان ذكره هذا الذكر فإن اللّٰه يتجلى له في هذه الدار تجليه لجبل موسى عليه السّلام و لكن لا يجعله دكا و سبب ذلك الدءوب على هذا الذكر فإنه يورث العبد قوة و تلك القوة من كون الذاكر لا يزال يذكر اللّٰه و اللّٰه جليس من يذكره و إن لم يشعر به فأول ما يفتح اللّٰه لكل ذاكر في نفسه معرفة من يذكر اللّٰه به فلا يرى الذاكر منه اللّٰه إلا لهوية الحق ثم في سمعه ذكره كذلك يشهد أنه لا يسمع ذكر اللّٰه منه إلا اللّٰه فإذا رأى نفسه حقا كله حينئذ يقع له التجلي الذي وقع لجبل موسى و لموسى فلا يندك و لا يصعق و إن فنى فإنما يفنيه جمال ذلك المشهود «فإن اللّٰه جميل و يحب الجمال»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية