لاقتصارهم لأنهم ذكروا نسبة تعم كل ما سوى اللّٰه إن كانت صحيحة فإن لم تكن في نفس الأمر صحيحة فهم و العالم فيها على السواء و لما كان الأمر النسبي في تولد العالم عن اللّٰه و أن وجوده فرع عن الوجود الآلي نبه تعريضا في تصريح لمن فهم الإشارة و قسم العبارة و ذلك بقوله ﴿لَوْ أَرٰادَ اللّٰهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً﴾ [الزمر:4] فجوز ذلك و إنما نفي تعلق الإرادة باتخاذ الولد الإرادة لا تتعلق إلا بمعدوم و الأمر وجود فلا تعلق للإرادة فإن المقصود حكم البنوة لا عين الشخص المسمى ابنا ثم تمم فقال ﴿لاَصْطَفىٰ مِمّٰا يَخْلُقُ مٰا يَشٰاءُ﴾ [الزمر:4] فتدبر هذه الآية إلى تمامها و كذلك قوله تعالى ﴿لَوْ أَرَدْنٰا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاَتَّخَذْنٰاهُ مِنْ لَدُنّٰا إِنْ كُنّٰا فٰاعِلِينَ﴾ [الأنبياء:17] أي ما كنا فاعلين إن نتخذه من غيرنا لأنه ابن مريم المدعو بالابن و من جعل إن شرطا لا نفيا يكون معنى ﴿إِنْ كُنّٰا فٰاعِلِينَ﴾ [الأنبياء:17] إن نتخذ لهوا نتخذه من عندنا لا من عندكم فإنه ﴿مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ﴾ [النحل:96]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية