و في كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد
و ليست سوى أحدية كل شيء فما اجتمع قط اثنان فيما يقع به الامتياز و لو وقع الاشتراك فيه ما امتازت و قد امتازت عقلا و كشفا و من هذا المنزل في هذا الباب تعرف إيراد الكبير على الصغير و الواسع على الضيق من غير أن يضيق الواسع و يوسع الضيق أي لا يغير شيء عن حاله لكن لا على الوجه الذي يذهب إليه أهل النظر من المتكلمين و الحكماء في ذلك فإنهم يذهبون إلى اجتماعهما في الحد و الحقيقة لا في الجرمية فإن كبر الشيء و صغره لا يؤثر في الحقيقة الجامعة لهما و من هذا الباب أيضا قال أبو سعيد الخراز ما عرف اللّٰه إلا بجمعه بين الضدين ثم تلا ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] يريد من وجه واحد لا من نسب مختلفة كما يراه أهل النظر من علماء الرسوم
[عيسى خاتم الولاية العامة]
و اعلم أنه لا بد من نزول عيسى عليه السّلام و لا بد من حكمه فينا بشريعة محمد صلى اللّٰه عليه و سلم يوحي اللّٰه بها إليه من كونه نبيا فإن النبي لا يأخذ الشرع من غير مرسله فيأتيه الملك مخبرا بشرع محمد الذي جاء به صلى اللّٰه عليه و سلم و قد يلهمه إلهاما فلا يحكم في الأشياء بتحليل و تحريم إلا بما كان يحكم به رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لو كان حاضرا و يرتفع اجتهاد المجتهدين بنزوله عليه السلام و لا يحكم فينا بشرعه الذي كان عليه في أوان رسالته و دولته فيما هو عالم بها من حيث الوحي الإلهي إليه بها هو رسول و نبي و بما هو الشرع الذي كان عليه محمد صلى اللّٰه عليه و سلم هو تابع له فيه و قد يكون له من الاطلاع على روح محمد صلى اللّٰه عليه و سلم كشفا بحيث أن يأخذ عنه ما شرع اللّٰه له أن يحكم به في أمته صلى اللّٰه عليه و سلم فيكون عيسى ع صاحبا و نابعا من هذا الوجه و هو عليه السلام من هذا الوجه خاتم الأولياء فكان من شرف النبي صلى اللّٰه عليه و سلم إن ختم الأولياء في أمته نبي رسول مكرم هو عيسى عليه السلام و هو أفضل هذه الأمة المحمدية و قد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء له و شهد له بالفضيلة على أبي بكر الصديق و غيره فإنه و إن كان وليا في هذه الأمة و الملة المحمدية فهو نبي و رسول في نفس الأمر فله يوم القيامة حشران يحشر في جماعة الأنبياء و الرسل بلواء النبوة و الرسالة و أصحابه تابعون له فيكون متبوعا كسائر الرسل و يحشر أيضا معنا وليا في جماعة أولياء هذه الأمة تحت لواء محمد صلى اللّٰه عليه و سلم تابعا له مقدما على جميع الأولياء من عهد آدم إلى آخر و لي يكون في العالم فجمع اللّٰه له بين الولاية و النبوة ظاهرا و ما في الرسل يوم القيامة من يتبعه رسول إلا محمد صلى اللّٰه عليه و سلم فإنه يحشر يوم القيامة في أتباعه عيسى و الياس عليهما السلام و إن كان كل من في الموقف من آدم فمن دونه تحت لوائه صلى اللّٰه عليه و سلم فذلك لواؤه العام و كلامنا في اللواء الخاص بأمته صلى اللّٰه عليه و سلم
[ختم الولاية المحمدية الخاصة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية