﴿وَ لٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مٰا يَشٰاءُ﴾ [الشورى:27] فما أنزل شيئا إلا بقدر معلوم و لا خلق شيئا إلا بقدر فإذا وجد البغي مع القدر قامت الحجة على الخلق حيث منع الغير مما بيده مع حصول الاكتفاء فما زاد فيعلم أنه لمصلحة غيره و من فضله جعله قرضا و لا يقع القرض فيما هو رزق له لقوام عينه و جعل هذا الفعل من جملة مصالح العباد فرفع ﴿بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجٰاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا﴾ [الزخرف:32] و لما أنزل اللّٰه سبحانه نفسه منزلة عباده أمضى عليه أحكامهم فما حكم فيهم إلا بهم و هذا من حجته البالغة له عليهم و هو قوله ﴿جَزٰاءً وِفٰاقاً﴾ [النبإ:26] ﴿جَزٰاءً بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [ السجدة:17]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية