و لكن إذا كانت الارتقاءات و المعارج من المريدين لا من المرادين فتكون عن شوق و مجاهدة و رياضة و مكابدة ثم جئت إلى البيت الرابع فدخلته فإذا فيه ثلاث خزائن الخزانة الأولى عليها سبعة أقفال القفل الثاني منها لا مفتاح عليه و القفل الأول له مفتاح فيه ست حركات و القفل الثالث يحوي مفتاحه على أربعين حركة و بقية الأقفال تحوي على ستمائة حركة و ست حركات فجميع حركات مفاتيحها ستمائة و اثنان و أ حركة ففتحتها فإذا فيها علم النكاح و كيف يصحب الإنسان زوجته إذا كانت لا تعينه على طاعة ربه و يقف على قوله ﴿وَ لاٰ تَعٰاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوٰانِ﴾ [المائدة:2] و هل يستعين الإنسان في عبادة ربه في وضوئه بغيره من صب الماء عليه إذا توضأ فإن بعض العلماء كره ذلك و قد رأى النفيس ابن وهبان السلمي في واقعته كراهة ذلك من النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و أخبرني به فمن هذه الخزانة يعرف ذلك ثم جئت الخزانة الثانية فرأيت عليها خمسة أقفال القفل الثاني منها مطبق و القفل الثالث لا مفتاح له و الأول له مفتاح و كذلك الثاني و الخامس و أما الرابع فله ثلاثة مفاتيح تحوي هذه المفاتيح على أربعمائة و ثمان و سبعين حركة ففتحتها فإذا هي تناسب التي قبلها و تزيد عليها بأمور ليست فيها ثم جئت الخزانة الثالثة فإذا عليها خمسة أقفال القفل الأول لا مفتاح له و الثاني و الثالث و الرابع ذو مفتاح مفتاح و الخامس مفتاحان تحوي هذه المفاتيح على ست و أربعين حركة ففتحتها فإذا هي معرفة الحجارة التي توقد بها النار في الآخرة و كيف تكون الحجارة تقبل الوقود و هي يابسة و اليابس لا يقبل الوقود في علم الطبائع و هل يجوز ما طبعه أمر ما أن يزال عنه طبعه مع بقاء عينه و ذاته فإن في هذا العلم زل كثير و جهل ممن أثبت ذلك و نفاه و كلتا الطريقتين غير محمودتين و لا صحيحتين و كل واحد منهما أثبته من غير وجهه و نفاه من غير وجهه قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية