﴿يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً﴾ [الأنبياء:69] و شبه هذا ثم جئت البيت الخامس فرأيت فيه ثلاث خزائن الخزانة الأولى عليها سبعة أقفال القفل الأول و الثاني و الثالث و الرابع لكل واحد منها مفتاحان و الخامس و السادس لكل واحد مفتاح و السابع لا مفتاح له تحوي هذه المفاتيح على مائة و ثلاث عشرة حركة ففتحتها فإذا فيها علوم الحس و المحسوس و الخيال و المتخيل و الفكر و ما يفكر فيه و الحافظ و المحفوظ و العقل و المعقول و جميع القوي التي تدرك بها العلوم و معرفة الجماعات و الأنوار و الاستشرافات و مجاري الأرواح في طرق السموات و مجاري الطبيعة في الحيوانات و النبات و الجماد و ما يختص به عالم الأنفاس من العلوم و يقف على نفس الرحمن الذي أتى من قبل اليمن إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ثم جئت الخزانة الثانية فرأيت عليها ثلاثة أقفال على الأول و الثالث مفتاح مفتاح و على الثاني مفتاحان تحوي هذه المفاتيح على أربعين حركة ففتحتها فإذا فيها علم الأسباب العامة في الوجود و الخاصة بأهل اللّٰه و أسباب النزول المضافة إلى اللّٰه التي يعتمد عليها و يوصل إلى اللّٰه من يعتمد عليها و طرد من يتركها من باب اللّٰه و من سعادته و هي علوم شريفة زهد فيها أكثر الناس فشقي و استعملها بعض الناس فسعد و تحوي على علم الشرائع المنزلة لا علم الشريعة الحكمية ثم جئت الخزانة الثالثة فرأيت عليها خمسة أقفال القفل الأول عليه مفتاح و كذلك بقية الأقفال و تحوي أقفالها على أربعمائة و أربع و ثلاثين حركة ففتحتها فإذا فيها صور علوم الالتفاف التفاف الأرواح بالأجساد و التفاف أرواح المحبين و المحبوبين و التفاف الساقين و التفاف اللام بالألف و معنى قوله ﴿وَ الْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ﴾ [القيامة:29]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية