فأعطى المعصية خلقها و الطاعة خلقها فهكذا تكون صفة المؤمن
[أنوار الأسماء]
و أما أنوار الأسماء فإنها تعين أسماء المعلومات فهو نور ينبسط على المعدومات و الموجودات فلا يتناهى امتداد انبساطها و تمشي العين مع انبساطها فينبسط نور عين صاحب هذا المقام فيعلم ما لا يتناهى كما لا يجهل ما لا يتناهى بتضاعف الأعداد و هذا علامة من يكون الحق بصره فالأسماء كلها موجودة و المسميات منها ما هي معدومة العين لذاتها و منها ما هي متقدمة العدم لذاتها و هي التي تقبل الوجود و الأحوال لا تقبل الوجود مع إطلاق الاسم على كل ذلك فللأسماء الإحاطة و الإحاطة لله لا لغيره فمرتبة الأسماء الإلهية و ما فضل آدم الملائكة إلا بإحاطته بعلم الأسماء فإنه لو لا الأسماء ما ذكر اللّٰه شيئا و لا ذكر اللّٰه شيء فلا يذكر إلا بها و لا يذكر و يحمد إلا بها فما زاحم صفة العلم في الإحاطة إلا القول و القول كله أسماء ليس القول غير الأسماء و الأسماء علامات و دلائل على ما تحتها من المعاني فمن ظهر له نور الأسماء فقد ظهر له ما لا يمكن ذكره لا أقول غير ذلك و لو لا أن الحق أطلق لفظة الكل على الأسماء في صفة علم آدم لقلنا من المحال أن يظهر انبساط نور الأسماء على المسميات لعين و لكن من فهم قول اللّٰه تعالى ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاٰئِكَةِ فَقٰالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلاٰءِ﴾ [البقرة:31] و أشار علم ما التزمناه من الأدب و ما أراد اللّٰه بلفظة كل في هذا التشريف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية