﴿فَأَنّٰى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس:32] لأن الإشارة لا تقع من المشير إلا لأمر حادث عنده و إن لم يكن في عينه في نفس الأمر حادثا و لكنه يعلم أنه حدث عنده و ما يحدث أمر عند من يحدث عنده إلا و لا بد أن يجهل أمره عند ما يحدث عنده لشغله بحدوثه عنده و أثره فيه فيشير إليه في ذلك الوقت و في تلك الحالة رفيقه و هو على نوعين إذ ما له رفيق سوى اثنين إما عقله السليم و إما شرعه المعصوم و ما ثم إلا هذا لأنه ما ثم من يقول له في هذه الإشارة ﴿ذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾ [الزمر:6] إلا أحد هذين القرينين إما العقل السليم أو الشرع المعصوم و ما عدا هذين فإنه يقول له خلاف ما قال هذان القرينان فيقول له هذا الدهر و تصرفه و يقول الآخر هذه الطبيعة و أحكامها و يقول الآخر هذا حكم الدور فيصرفه كل قائل إلى ما يراه فهو قول هذين القرينين ﴿فَأَنّٰى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس:32] ف ﴿فَيُضِلُّ اللّٰهُ مَنْ يَشٰاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ﴾ [ابراهيم:4] بالقرآن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية