﴿حَتّٰى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ﴾ [التوبة:29] أ ليس هذا كله إبقاء عليهم و لو لا ما سبقت الكلمة و كان وقوع خلاف المعلوم محالا ما تألمت ذرة في العالم فلا بد من نفوذ الكلمة ثم يكون المال للرحمة التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] فهو في الدنيا يرزق مع الكفر و يعافي و يرحم فكيف مع الايمان و الاعتراف في الدار الآخرة على الكشف كما كان في قبض الذرية فعقابهم و عذابهم تطهير و تنظيف كأمراض المؤمنين و ما ابتلوا به في الدنيا من مقاساة البلايا و حلول الرزايا مع إيمانهم ثم دخول بعض أهل الكبائر النار مع إيمانهم و توحيدهم إلى أن يخرجوا بالشفاعة ثم إخراج الحق من النار من لم يعمل خيرا قط حتى الساكنين في جهنم لهم فيها حال يستعذبونها و بهذا سمي العذاب عذابا فالخليل على عادة خليله و هو «قوله ﷺ المرء على دين خليله»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية