﴿لاٰ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيٰاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ [الممتحنة:1] مع جهل الأعداء به إن الإحسان منه تعالى و هو محسن إليهم مع عداوتهم و لم يجعل في قلوبهم الشعور بذلك فينبغي للإنسان الطالب مقام الخلة أن يحسن عامة لجميع خلق اللّٰه كافرهم و مؤمنهم طائعهم و عاصيهم و أن يقوم في العالم مع قوته مقام الحق فيهم من شمول الرحمة و عموم لطائفه من حيث لا يشعرهم أن ذلك الإحسان منه و يوصل الإحسان إليهم من حيث لا يعلمون فمن عامل الخلق بهذه الطريقة و هي طريقة سهلة فإني دخلتها و ذقتها فما رأيت أسهل منها و لا ألطف و ما فوق لذتها لذة فإذا كان العبد بهذه المثابة صحت له الخلة و إذا لم يستطع بالظاهر لعدم الموجود أمدهم بالباطن فدعا اللّٰه لهم في نفسه بينه و بين ربه هكذا تكون حالة الخليل فهو رحمة كله و لو لا الرحمة الإلهية ما كان اللّٰه يقول ﴿وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهٰا﴾ [الأنفال:61] و ما كان اللّٰه يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية