(وصل)في قوله
جل ثناؤه و تقدس
﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] لما ثبت وجوده بالحمد لله و غذاؤه برب العالمين و اصطفاؤه بالرحمن الرحيم و تمجيده بملك ﴿(مٰالِكِ)يَوْمِ الدِّينِ﴾ أراد تأكيد تكرار الشكر و الثناء رغبة في المزيد فقال ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] و هذا مقام الشكر أي لك نقر بالعبودية و نؤوي وحدك لا شريك لك و إليك نؤوي في الاستعانة لا إلى غيرك على من أنزلتهم مني منزلتي منك فأنا أمدهم بك لا بنفسي فأنت الممد لا أنا و أثبت له بهذه الآية نفي الشريك
[الياء من إياك هي العبد الكلى]
فالياء من إياك العبد الكلي قد انحصرت ما بين ألفين ألفي توحيد حتى لا يكون لها موضع دعوى برؤية غير فأحاط بها التوحيد و الكاف ضمير الحق فالكاف و الألفان شيء واحد فهم مدلول الذات ثم كان نعبد صفة فعل الياء بالضمير الذي فيه و العبد فعل الحق فلم يبق في الوجود إلا الحضرة الإلهية خاصة غير أنه في قوله ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] في حق نفسه للإبداع الأول حيث لا يتصور غيره ﴿وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] في حق غيره للخلق المشتق منه و هو محل سر الخلافة ففي ﴿إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية