سجدت الملائكة و أبى من استكبر
(وصل)في قوله تعالى
﴿اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ﴾ آمين فلما قال له ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] قال له و ما عبادتي قال ثبوت التوحيد في الجمع و التفرقة فلما استقر عند النفس أن النجاة في التوحيد الذي هو الصراط المستقيم و هو شهود الذات بفنائها أو بقائها إن غفلت قالت ﴿اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة:6] فتعرض لها بقولها ﴿اَلْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة:6] صراطان معوج و هو صراط الدعوى و مستقيم و هو التوحيد فلم يكن لها ميز بين الصراطين إلا بحسب السالكين عليهما فرأت ربها سالكا للمستقيم فعرفته به و نظرت نفسها فوجدت بينها و بين ربها الذي هو الروح مقاربة في اللطافة و نظرت إلى المعوج عند عالم التركيب فذلك قولها ﴿صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة:7] و هذا عالمها المتصل بها المركب مغضوب عليه و المنفصل عنها ضالون عنها بنظرهم إلى المتصل المغضوب عليه فوقفت على رأس الصراطين و رأت غاية المعوج الهلاك و غاية المستقيم النجاة و علمت إن عالمها يتبعها حيث سلكت فلما أرادت السلوك على المستقيم و أن تعتكف في حضرة ربها و أن ذلك لها و من نفسها بقولها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية