فرحلت و أنا على تلك الحال من الاستيحاش بالانفراد و الأنس إنما يقع بالجنس فلقيت رجلا من الرجال بمنزل يسمى آن حال فصليت العصر في جامعة فجاء الأمير أبو يحيى بن واجتن و كان صديقي و فرح بي و سألني أن أنزل عنده فأبيت و نزلت عند كاتبه و كانت بيني و بينه مؤانسة فشكوت إليه ما أنا فيه من انفرادي بمقام أنا مسرور به فبينا هو يؤانسني إذ لاح لي ظل شخص فنهضت من فراشي إليه عسى أجد عنده فرجا فعانقني فتأملته فإذا به أبو عبد الرحمن السلمي قد تجسدت لي روحه بعثه اللّٰه إلى رحمة بي فقلت له أراك في هذا المقام فقال فيه قبضت و عليه مت فإنا فيه لا أبرح
[حال الخضر في الدورة الموسوية و حاله في الدورة المحمدية]
فذكرت له وحشتي فيه و عدم الأنيس فقال الغريب مستوحش و بعد أن سبقت لك العناية الإلهية بالحصول في هذا المقام فاحمد اللّٰه و لمن يا أخي يحصل هذا أ لا ترضى أن يكون الخضر صاحبك في هذا المقام و قد أنكر عليه موسى حاله مع ما شهد اللّٰه عنده بعدالته و مع هذا أنكر عليه ما جرى منه و ما أراه سوى صورته فحاله رأى و على نفسه أنكر و أوقعه في ذلك سلطان الغيرة التي خص اللّٰه بها رسله و لو صبر لرأى فإنه كان قد أعد له ألف مسألة كلها جرت لموسى و كلها ينكرها على الخضر قال شيخنا أبو النجا المعروف بأبي مدين لما علم الخضر رتبة موسى و علو قدره بين الرسل امتثل ما نهاه عنه طاعة لله و لرسوله فإن اللّٰه يقول ﴿وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:7] فقال له في الثانية ﴿إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهٰا فَلاٰ تُصٰاحِبْنِي﴾ [الكهف:76] فقال سمعا و طاعة فلما كانت الثالثة و نسي موسى حالة قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية