فلو لم يكن في الكون نقص محقق *** لكان الوجود الحق ينقص في القدر
فبي كان للحق الوجود كماله *** مع النقص فانظر ما تضمنه شعري
غزال من الفردوس جاء منقبا *** من أجلي و ما يخفى على اللّٰه ما يجري
فقلت له أهلا و سهلا و مرحبا *** بمن و حياة الحب قد ضمه صدري
أهيم بها حبا على كل حالة *** حياة و موتا في القيامة و الحشر
لقد سفرت يوما فلاحت محاسن *** تخبر عنها أنها ليلة القدر
سجدت لها حبا فلما رأيتها *** علمت بأني ما تعلقت بالغير
فكبرت إجلالا لكونى هويتني *** فسرى الذي قد كان هيمه جهري
و حققت أني عين من قد هويته *** فلم أخش من بين و لم أخش من هجري
فبغداد داري لا أرى لي موطنا *** سواها فإن عزت جنحت إلى مصري
[دخول ابن عربى مقام القربة مطلع عام 597]
هذا المقام دخلته في شهر محرم سنة سبع و تسعين و خمسمائة و أنا مسافر بمنزل ابحيسل ببلاد المغرب فتهت به فرحا و لم أجد فيه أحدا فاستوحشت من الوحدة و تذكرت دخول أبي يزيد بالذلة و الافتقار فلم يجد في ذلك المنزل من أحد و ذلك المنزل هو موطني فلم أستوحش فيه لأن الحنين إلى الأوطان ذاتي لكل موجود و أن الوحشة مع الغربة و لما دخلت هذا المقام و انفردت به و علمت أنه إن ظهر علي فيه أحد أنكرني فبقيت أتتبع زواياه و مخادعه و لا أدري ما اسمه مع تحققي به و ما خص اللّٰه به من أتاه إياه و رأيت أوامر الحق تترى علي و سفراؤه تنزل إلي تبتغي مؤانستي و تطلب مجالستي
[أبو عبد الرحمن السلمي و ابن عربى و مقام القربة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية