و اللّٰه غيور فلا يريد أن يزاحمه أحد من خلقه فيه كما ختم الحرم فلم يحل لأحد قتل صيده و لا قطع شجره فإن اللّٰه لا ينظر إلا إلى قلب العبد فلما ختم اللّٰه على قلب هذا العبد لم يدخل في قلبه سوى ربه و ختم على سمعه فلا يصغي إلى كلام أحد إلا إلى كلام ربه ف ﴿هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون:3] و ﴿عَلىٰ بَصَرِهِ غِشٰاوَةً﴾ [الجاثية:23] و هي غطاء العناية فلا ينظرون إلى شيء إلا و لهم فيه آية تدل على اللّٰه فكان هذا الحفظ غشاوة تحول بين أعينهم و بين النظر من غير دلالة و لا اعتبار و حالت بينهم و بين ما لا ينبغي أن ينظر إليه فهي غشاوة محمودة ﴿وَ لَهُمْ عَذٰابٌ﴾ [البقرة:7] من العذوبة ﴿عَظِيمٌ﴾ [البقرة:7] يعني عظيم القدر فإن العذاب إنما سماه اللّٰه بهذا الاسم إيثارا للمؤمن فإنه يستعذب ما يقوم بأعداء اللّٰه من الآلام فهو عذاب بالنظر إلى هؤلاء و منهم الصم البكم العمي الذين ﴿لاٰ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة:170] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية