﴿جَعَلَكُمْ خَلاٰئِفَ فِي الْأَرْضِ﴾ [فاطر:39] أي يخلف بعضنا بعضا فيها في تلك المرتبة مع وجود التفاضل بين الخلفاء فيها و ذلك لاختلاف الأزمان و اختلاف الأحوال فيعطي هذا الحال و الزمان من الأمر ما لا يعطيه الزمان و الحال الذي كان قبله و الذي يكون بعده و لهذا اختلفت آيات الأنبياء باختلاف الأعصار فآية كل خليفة و رسول من نسبة ما هو الظاهر و الغالب على ذلك الزمان و أحوال علمائه أي شيء كان من طب أو سحر أو فصاحة و ما شاكل هذا و هو قوله ﴿وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجٰاتٍ﴾ [الأنعام:165] يقول للخلفاء ﴿لِيَبْلُوَكُمْ فِي مٰا آتٰاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقٰابِ﴾ [الأنعام:165] و ﴿إِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنعام:165] و هاتان الصفتان لا تكونان إلا لمن بيده الحكم و الأمر و النهي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية