﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصٰارَ اللّٰهِ﴾ [الصف:14] فأمرهم بنصرة اللّٰه فادى واجبا في نصرته فله أجر النصرة و أجر أداء الواجب بما نواه من امتثال أمر اللّٰه في ذلك و تعين عليه و لو كفاه غيره مئونة ذلك فلا يتأخر عن أمر اللّٰه و نصرة اللّٰه قد تكون بما يعطي من العلم المظهر للحق الدافع للباطل فهو جهاد معنوي محسوس فكونه معنويا لأن الباطن يقبله فإن العلم متعلقة النفس و أما كونه محسوسا فما يتعلق بذلك من العبارة عنه باللسان أو الكتابة فيحصل للسامع أو الناظر بطريق السمع من المتكلم أو بطريق النظر من الكتابة و جهاد العدو نصرة محسوسة ما هي معنوية فإنه ما نال العدو من المقاتل له شيئا في الباطن برده عن اعتقاده كما ناله من العالم إذا علمه و أصغى إليه و و فقه اللّٰه للقبول و فتح عين فهمه لما يورده عليه العالم في تعليمه و هي أعظم نصرة و هو أعظم أنصاري لله «يقول النبي ﷺ لأن يهدي اللّٰه بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس» و قد طلعت الشمس على كل عالم عامل بخير فأنت خير منه إذا نصرت بتعليم العلم دين اللّٰه في نفس هذا المخاطب و عليك بصدق الحديث و أداء الأمانة و صدق الوعد فاجتنب الكذب و الخيانة و خلف الوعد و إذا خاصمت أحدا فلا تفجر عليه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية