﴿وَ لٰكِنْ لاٰ يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة:12] و ليست الأوامر التي أوجبنا طاعتها إلا الأوامر الإلهية لا الأوامر الواردة على ألسنة الرسل فإن الآمر من الخلق طائع فيما أمر لأنه لو لم يؤمر بأن يأمر ما أمر فلو أن الذي أمره يسمع المأمور بذلك الأمر أمره لامتثل فإن أمر اللّٰه لا يعصى إذا ورد بغير الوسائط
[من أيقن بالخروج لم يطلب العروج]
و من ذلك من أيقن بالخروج لم يطلب العروج قال إذ و لا بد من الرجوع إليه فاعلم إنك عنده من أول قدم و هو أول نفس فلا تتعب بطلب العروج إليه و ما هو إلا خروجك عن إرادتك لا تشهدها فإنه معك أينما كنت فلا تقع عينك إلا عليه لكن بقي عليك أن تعرفه إذ لو ميزته و عرفته لم تطلب العروج إليه فإنك لم تفقده فإذا رأيت من يطلبه فإنما يطلب سعادته في طريقه و سعادته دفع الآلام عنه ليس غير ذلك كان حيث كان فالجاهل كل الجاهل من طلب الحاصل فما أحد أجهل ممن طلب اللّٰه لو كنت مؤمنا بقوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية