الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() سمع بقرطبة من أبي القاسم بن بشكوال و جماعة سواه و طاف البلاد و سكن بلاد الروم مدة و جمع مجاميع في الطريقة(و قرطبة من أعظم مدائن الأندلس و هي مدينة حصينة بسور ضخم من الحجر و دورها ثلاثون ألف ذراع و بلغت عدة مساجدها و حماماتها ألفا و ستمائة مسجد و تسعمائة حمام و بها سبعة أبواب كما في تقويم البلدان لأبي الفداء)و قال ابن الأبار أنه لقيه جماعة من العلماء و المتعبدين و أخذوا عنه و قال غيره إنه قدم بغداد سنة 608 و كان يومأ إليه بالفضل و المعرفة و الغالب عليه طرق أهل الحقيقة و له قدم في الرياضة و المجاهدة و كلام على لسان أهل التصوف و وصفه غير واحد بالتقدم و المكانة من أهل هذا الشأن بالشام و الحجاز و له أصحاب و أتباع و من تأليفه مجموع ضمنه منامات رأى فيها النبي ﷺ و ما سمع منه و منامات قد حدث بها عمن رآه ﷺ و حكى سبط بن الجوزي عن الشيخ المؤلف أنه كان يقول إنه يحفظ الاسم الأعظم و يقول إنه يعرف السيمياء بطريق التنزل لا بطريق التكسب و قال ابن النجار في حقه و كان قد صحب الصوفية و أرباب القلوب و سلك طريق الفقراء و حج و جاور و كتب في علم القوم و في أخبار مشايخ المغرب و زهادها و له أشعار حسنة و كلام مليح اجتمعت به في دمشق في رحلتي إليها و كتبت عنه شيئا من شعره و نعم الشيخ هو ذكر لي أنه دخل بغداد سنة 601 فأقام بها اثني عشر يوما ثم دخلها ثانيا حاجا مع الركب سنة 608 و أنشدني لنفسه أيا حائرا ما بين علم و شهوة *** ليتصلا ما بين ضدين من وصل و من لم يكن يستنشق الريح لم يكن *** يرى الفضل للمسك الفتيق على الزبل و سألته عن مولده فقال ليلة الاثنين 17 رمضان سنة 560 بمرسية من بلاد الأندلس انتهى و من شعره أيضا بين التذلل و التدلل نقطة *** فيها يتيه العالم النحرير هي نقطة الأكوان إن جاوزتها *** كنت الحكيم و علمك الإكسير (و له) يا درة بيضاء لاهوتية *** قد ركبت صدفا من الناسوت جهل البسيطة قدرها لشقائهم *** و تنافسوا في الدر و الياقوت (و من نظمه) حقيقتي همت بها *** و ما رآها بصري و لو رآها لغدا *** قتيل ذاك الحور فعند ما أبصرتها *** صرت بحكم النظر فبت مسحورا بها *** أهيم حتى السحر يا حذرى من حذرى *** لو كان يغني حذرى و اللّٰه ما هيمني *** الإجمال الخفر يا حسنها من ظبية *** ترعى بذات الحمر إذا رنت أو عطفت *** تسبى عقول البشر كأنما أنفاسها *** أعراف مسك عطر كأنها شمس الضحى *** في النور أو كالقمر إن سفرت أبرزها *** نور صباح مسفر أو سدلت غيبها *** ظلام ذاك الشعر يا قمرا تحت دجى *** خذي فؤادي و ذري عيني لكي أبصركم *** إذ كان حظي نظري و قال الخولي قال الشيخ سيدي محيي الدين بن عربي رضي اللّٰه تعالى عنه رأيت بعض الفقهاء في النوم في رؤيا طويلة فسألني كيف حالك مع أهلك فأنشدته |
|
|||||
![]() |
![]() |
|||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |