الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() إلا إن خير الزخر خير تنيله *** و شر كلام القائلين فضوله أ لم تر أن المرء في دار بلغة *** إلى غيرها و الموت فيها سبيله و أي بلاغ يكتفى بكثيره *** إذا كان لا يكفيك منه قليله مضاجع سكان القبور مضاجع *** يفارق فيهن الخليل خليله تزود من الدنيا بزاد من التقى *** فكل بها ضيف وشيك رحيله و خذ للمنايا لا أبا لك عدة *** فإن المنايا من أتت لا تقيله و ما حادثات الدهر إلا لغزة *** تيت قواها أو لملك تزيله و من ذلك أيضا مما ضمنه ديوانه عيب ابن آدم ما علمت كثير *** و مجيئه و ذهابه تقدير غرتك نفسك للحياة محبة *** الموت حق و البقاء يسير لا تغبط الدنيا فإن جميع ما *** فيها يسير لو علمت حقير يأسا كن الدنيا أ لم تر زهرة الدنيا *** على الأيام كيف تصير سل ما بدا لك أن تنال من الغني *** إن أنت لم تقنع فأنت فقير يا جامع المال الكثير لغيره *** إن الصغير من الذنوب كبير هل في يديك من الحوادث قوة *** أو هل عليك من المنون خفير ما ذا تقول إذا رحلت إلى البلى *** و إذا خلا بك منكر و نكير (وصية)قال بعضهم سألت أستاذي من أحادث من الناس و إلى من أسكن فقال عليك بمحادثة من لا تكتمه ما يعلمه اللّٰه منك و اجعل للناس ظاهرك و لله باطنك و عاشرهم ﴿بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الأنعام:152] (وصية)في حكاية عن بعض أهل الولاية قال بعض السياح كنت جائزا في بعض سياحاتي في أرض الشام إذ مررت بنهر يقال له نهر الذهب فرأيت في ظهر قرية من قرى ذلك النهر صومعة فيها راهب فناديته يا راهب أجبني فلم يجبني فناديته الثانية يا راهب أجبني فلم يجبني فناديته الثالثة يا راهب أجبني أو قال فناديت الثالثة يا رباني فاطلع فرآني فقال لي ما حاجتك و ما الذي تريد فقلت له عظة أو وصية أنتفع بها فقال لي أو تركت الدنيا قلت نعم فقال لي كل القوت و الزم السكوت و علل النفس فإنك تموت و ذكرها الوقوف بين يدي الحي الذي لا يموت ثم قال لو قنعنا لكفانا *** منك يا دار اليسير أنت نعماك قليل *** و بلاياك كثير و قبور تتلاشى *** حيث لا تمشي القبور يا مبهرج لا تبهرج *** إنما الناقد بصير قال فتركته و بت ليلتي فلما أصبح عدت إليه و ناديت يا راهب زدني من تلك الحكمة فقال لي كل مما كسبته يمينك و عرق فيه جبينك فإن ضعف يقينك فسل ربك فإنه يغنيك ثم قال إذا اقتربت ساعة يا لها *** و ﴿زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزٰالَهٰا﴾ [الزلزلة:1] فلا بد من سائل قائل *** من الناس يومئذ ﴿مٰا لَهٰا﴾ [ابراهيم:26] *** ﴿تُحَدِّثُ أَخْبٰارَهٰا﴾ [الزلزلة:4] ربها *** و ربك لا شك ﴿أَوْحىٰ لَهٰا﴾ [الزلزلة:5] و تنفطر الأرض عن ساعة *** تشيب الكهول و أطفالها ترى الناس سكرى بلا قهوة *** و لكن ترى النفس ما هالها ترى النفس ما قدمت محضرا *** و لو ذرة كان مثقالها |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |