الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() و النية و التوفيق و موافقة الحق و طيب المطعم و الملبس و خمسة أشياء فيها الراحة ترك قرناء السوء و الزهد في الدنيا و الصمت و حلاوة الطاعة إذا غبت عن أعين المخلوقين و ترك الازدراء على عباد اللّٰه حتى لا تزدري على أحد يعصي اللّٰه و عندها يسقط عنك خمس المراء و الجدال و الرياء و التزين و حب المنزلة و خمس فيهن جمع الهم قطع كل علاقة دون اللّٰه و ترك كل لذة فيها حساب و التبرم بالصديق و العدو و خفة الحال و ترك الادخار و خمس يا إبراهيم بتوقعهن العالم نعمة زائلة أو بلية نازلة أو ميتة قاضية أو فتنة قاتلة أو تزل ﴿قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهٰا﴾ [النحل:94] حسبك يا إبراهيم إن عملت بما علمتك منظوم لأبي العتاهية في هذا الباب ما أنا إلا لمن يعاني *** أرى خليلي كما يراني لست أرى ما ملكت طرفي *** مكان من لا يرى مكاني فلي إلى أن أموت رزق *** لو جهد الخلق ما عداني فاستغن بالله عن فلان *** و عن فلان و عن فلان فالمال من حله قوام *** للعرض و الوجه و اللسان و الفقر ذل عليه باب *** مفتاحه العجز و التواني و رزق ربي له وجوه *** هن من اللّٰه في ضمان سبحان من لم يزل عليا *** ليس له في العلو ثان قضى على خلقه المنايا *** فكل حي سواه فإن يا رب لم نبك من زمان *** إلا بكيت على زمان (نصيحة عمرية)قال عمر بن الخطاب رضي اللّٰه عنه من أظهر للناس خشوعا فوق ما في قلبه فإنما أظهر نفاقا على نفاق (موعظة)تتضمن وصية و نصيحة نبوية «قال رسول اللّٰه ﷺ طوبى لمن تواضع في غير منقصة و ذل في نفسه في غير مسكنة و أنفق من مال جمعه من غير معصية و خالط أهل الفقه و الحكمة و رحم أهل الذلة و المسكنة طوبى لمن طاب كسبه و صلحت سريرته و كرمت علانيته و عزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه و أنفق الفضل من ماله و أمسك الفضل من قوله» (وصية)الفضيل بن عياض أمير المؤمنين روينا أن أمير المؤمنين هارون الرشيد حج و معه الفضل بن الربيع قال أتاني أمير المؤمنين فخرجت إليه مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى لأتيتك فقال ويحك قد كان ذلك في نفسي فانظر لي رجلا أسأله فقلت هاهنا سفيان بن عيينة فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت الباب فقال من ذا فقال أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى لأتيتك قال له خذ لما جئناك له رحمك اللّٰه فحدثه ساعة ثم قال له عليك دين قال نعم فقال اقض دينه فلما خرجنا قال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله انظر لي رجلا أسأله فقلت هاهنا عبد الرزاق فذكر مثل ما جرى له مع سفيان و قال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله فقلت هاهنا الفضيل بن عياض فقال امش بنا إليه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من القرآن يرددها قال اقرع الباب فقرعت فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي و لأمير المؤمنين فقلت سبحان اللّٰه أ ما عليك طاعة فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت فدخلنا فجعلنا نحول عليه بأيدينا فسبقت كف أمير المؤمنين قبلي إليه فقال يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب اللّٰه عزَّ وجلَّ فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام من قلب تقي فقال له خذ لما جئناك له رحمك اللّٰه فقال له إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعي سالم بن عبد اللّٰه و محمد بن كعب القرظي و رجاء بن حيوة فقال لهم إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء و عددتها أنت و أصحابك نعمة فقال له سالم بن عبد اللّٰه إن أردت النجاة من عذاب اللّٰه فصم عن الدنيا و ليكن فطرك منها الموت و قال له محمد بن كعب إن أردت النجاة من عذاب اللّٰه فليكن كبير المسلمين عندك أبا و وسطهم عندك أخا و أصغرهم عندك ولدا فوقر أباك و أكرم أخاك و تحنن على ولدك و قال له رجاء بن حيوة إن أردت النجاة |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |