الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() تعددت صور الظلال فكثرت الأغيار فلكل نور ظل من الجسم الواحد هكذا تراه في الشاهد كلما كثف الجسم تحقق الظل و أصل كل وابل الظل كلما قرب النور من الجسم الكثيف عظيم الظل فلم يتحقق المثل و كلما بعد صغر فحقر [فتح الأبواب لأهل الحجاب]و من ذلك فتح الأبواب لأهل الحجاب من الباب 222 العمي حجاب فإنه فائدة في فتح الباب إنما تفتح الأبواب إذا كانت عين الحجاب حينئذ ينفع فتحها و يتنفس صبحها و لا فاتح إلا اللّٰه فلا تعتمد في فتحها على سواه يتعلق الخوف بما خلف الباب و الباب سبب من جملة الأسباب قد يفتح الباب بالعذاب و قد يفتح ببركة سماوية يحصل بها الاستعذاب و الباب واحد ما ثم أمر زائد ﴿وَ لَوْ فَتَحْنٰا عَلَيْهِمْ بٰاباً مِنَ السَّمٰاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقٰالُوا إِنَّمٰا سُكِّرَتْ أَبْصٰارُنٰا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ﴾ لا عمى إلا عمى القلوب ﴿اَلَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج:46] و لكن في الصدور و أما الورود فشاهد و مشهود ﴿وَ مَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمىٰ﴾ [الإسراء:72] ما جار القائل في قوله و ما اعتدى كما نحن اليوم كذلك نكون غدا هذا قول العارف الزاهد المسمى بعبد الفرد لا بعبد الواحد [الإمامة علامة]و من ذلك الإمامة علامة من الباب 223 الإمامة علامة و هي برزخ بين العطب و السلامة فمن عدل غنم و من جار ما سلم من أقسط نجا و من قسط كان على رجا صاحب البيعة في نعمة المنعة فلا يوصل إليه و لا يقدر عليه فهو المنصور و الواقف على السور فإذا عزل سئل و إذا سئل نصر أو خذل و ما دام في سلطانه فلا سبيل إلى خذلانه فالقائم بالحق إذا نطق صدق و القائم بالسيف و إن عدل فهو صاحب حيف لأن الأصل معلول فصاحبه مخذول لا يقوم بالسيف المسلول إلا الرسول فلا تفرح بالترهات و هيهات هيهات الأصل الفاسد يحرم الفوائد المقتصد يستبد و الظالم حاكم و السابق لاحق يفوز بالسبق لأنه سبق و من سعد لم يبعد [الطلول الدوارس رسوم الأوانس]و من ذلك الطلول الدوارس رسوم الأوانس من الباب 224 عفت الديار و طمست الآثار برحيل الأحباب إلى حسن المآب أثر الحبائب جوار الواهب و تخلف العاشق يكابد المضايق بقطع العلائق و طرح العوائق فما ينفك من عائق إلا يظهر لعينه عابق ما دام في محل الأنفاس و محبس الالتباس فإذا دعاه الجليل إلى الرحيل جاء سراجه و اتقد مصباحه فظهر له الحجاب المستور بهذا النور فلحق بالأحباب و قيل له ﴿هٰذٰا عَطٰاؤُنٰا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ﴾ [ص:39] فاز بمطلوبه من اتصل بمحبوبه و لقد نجا من إلى اللّٰه التجأ فعمرت الديار بسكانها و لحق بالوجوب عين إمكانها فبقي محب و محبوب و زال طالب و مطلوب [القابض عارض]و من ذلك القابض عارض من الباب 225 ما خرج عن الملك شيء حتى يحكم فيه القبض و إنما يقال ذلك بالفرض السموات و الأرض جميعا فرضته و من فيهما و هما بالدليل الواضح قبضته فما تتصرف فيه الأفعال بماض و مستقبل و حال بل هو القابض لا بالحكم العارض ما خرج شيء عنه فالكل به و إليه و منه «الطي لي» و «مطل الغني ظلم» و الاستناد إليه غنم لا يقال مطل فيمن كان أداؤه إلى أجل و لو كان أغنى الناس و هنا وقع الالتباس الحق له الغني و من أقرضه بلغ المنى و دع اللجاج فما هو محتاج أنت من جملة خزائنه فما خرج الشيء عن معادنه فما أعطى إلا من خزانته لما أعطته حقيقة مكانته و حصلت أنت على الأجران فهمت الأمر [الباسط قاسط]و من ذلك الباسط قاسط من الباب 226 المقسط و القاسط استويا في العدول على ما تعطيه الأصول فإن كل واحد منهما مائل فهو عادل و لذا سمي القاسط جائر أو لم يكن للعادل مغايرا فالصفة واحدة فكيف حرم الفائدة بان الصبح لذي عينين لما هداه النجدين و أقيم المكلف في الوسط فمنهم من أقسط و منهم من قسط فالمقسط أخذ ذات اليمين فارتفع إلى عليين و القاسط أخذ ذات الشمال فنزل إلى سجين فما عدل بكل واحد سوى طريقه و طريقه ما خرج عن حكم تحقيقه فالطريق ساقة و قاده إما إلى شقاء و إما إلى سعادة فاعرف الطريق و اختر الرفيق تنج من عذاب الحريق [الفناء في الفناء]و من ذلك الفناء في الفناء من الباب 227 أكرم العرب أنتنهم عذرة إذا كان له ما يجود به و إلا كانت المعذرة ما يكثر الوراد إلا على أرباب الإرفاد الأجواد البخيل بابه مغلق و الجواد جوده مطلق إذا فنى الكريم عن جوده في حال جوده فهو الدليل على صحة وجده و وجوده لا تقل في الجواد إنه بخل إذا منع من سئل منع الجواد الناصح عطاء و كشف الجاهل بالأمر غطاء فإن الجواد العالم عطاؤه نعمة |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |