الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
صاحب الروح و السافل له إليه طرف جموح و المتوسط ذو طرفين له إلى كل طرف جنوح المتسافل يشهد لصاحبه بالسمو و المتعالي يشهد للمتصف به بالمقام الدني للدنو الحاصل لا يبتغى و ما سفل إلا من طغى ما بلغ الماء الربي حتى زاد السيل و طمى ﴿يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ لاٰ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ [النساء:171] غير الحق ﴿وَ لاٰ تَقُولُوا عَلَى اللّٰهِ إِلاَّ الْحَقَّ﴾ [النساء:171] ما عنده علم و لا فتوة من الحق العبودة بالبنوة أين الأبناء من العبيد و أين الإنس من الوحيد [سر الأزل في العلل]و من ذلك سر الأزل في العلل من الباب 48 لو كان علة لساوقه المعلول في الوجود و قد تأخر فثبت الاسم المقدم و المؤخر لو اقتضى وجود العالم لذاته لم يتأخر عنه شيء من محدثاته و لو لم يصح أن يصدر عنه إلا واحد لبطلت النسب و الشواهد من جعل للصادر مع أحديته نسبا فقد أثبت أحكاما و نسبا و الصادر موجود معلوم و النسب أمر معدوم و العدم لا يقوم بالوجود فإن البراهين تبطله و الحدود و الكثرة معقولة و ما ثم علة إلا و هي معلولة [سر وجود النفس في العسس]و من ذلك سر وجود النفس في العسس من الباب 49 بالعسس يطيب المنام و بالنفس تزول الآلام إن أضيف إلى غير الرحمن فهو بهتان عن الرحمن ظهر حكمه فزال عن المكروب غمه من قبل اليمن جاء و بعد تنفيذ حكمه فاء ﴿وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ [هود:123] لأنه ظله لا ينقبض الظل إلا إلى من صدر عنه فإنه ما ظهر عينه إلا منه فالفرع لا يستبد فإنه إلى أصله يستند في الفروع يظهر التفصيل و تشهد له الأصول في قضية العقول [سر الحيرة و القصور فيما يحوي عليه الخيام و القصور]و من ذلك سر الحيرة و القصور فيما يحوي عليه الخيام و القصور من الباب 50 الخيمة و القصر يؤذن بالقهر و القسر لو لا الحيرة ما وجد العجز و لا ظهر سلطان العز و بالقصور علم بحدوث الأمور القصور يلزم الطرفين لعدم الاستقلال بإيجاد العين لو لا القبول و الاقتدار و تكوير الليل و النهار بالإقبال و الإدبار ما ظهرت أعيان و لا عدمت أكوان فسبحان المتفضل بالدهور و الأمور [سر الهرب من الحرب]و من ذلك سر الهرب من الحرب من الباب الأحد و الخمسين من مال ﴿مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ﴾ [الأنفال:16] فما مال فالهرب من الحرب و هو من الخداع في الفزاع كن قارا و لا تتبع فارا لا تضطره إلى ضيق فيأتيك من تكرهه من فوق كل يجري في قربه إلى أجل فلا تقل بجل إذا نزل القدر عمى البصر نزول الحمام يقيد الاقدام لا جناح لمن غلبه الأمر المتاح من راح استراح إلى مقر الأرواح من فتح له باب السماء استظل بسدرة الانتهاء الشهيد حي و إنجازه لي [سر عبادة الهوى لما ذا تهوي]و من ذلك سر عبادة الهوى لما ذا تهوي من الباب 52 لا احتجار على الهوى و لهذا يهوى بالهوى يجتنب الهوى و حق الهوى إن الهوى سبب الهوى و لو لا الهوى في القلب ما عبد الهوى بالهوى يتبع الحق و الهوى يقعدك مقعد الصدق الهوى ملاذ و في العبادة به التذاذ و هو معاذ لمن به عاذ ﴿وَ النَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَ مٰا غَوىٰ﴾ فبهوى النجم وقع القسم بعد ما طلع و نجم مواقع النجوم ﴿لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ [الواقعة:76] فلو لا علو قدره ما عظم من أمره [سر الإشارات و إلحاقها بالعبارات]و من ذلك سر الإشارات و إلحاقها بالعبارات من الباب 53 الإشارة إيماء جاءت بها الأنباء فأشارت إليه متكلة عليه فبرأتها شهادته مما قيل و تلي ذلك في كل جيل في قرآن و زبور و توراة و إنجيل الإشارة حرام إلا لمن لزم الصيام الإشارات عبارات خفية و هو مذهب الصوفية الإشارة نداء على رأس البعد و بوح بعين العلة في كل ملة لو لا طلب الكتمان ما كانت الإشارة بالأجفان هي دلالة على المين و ساعية في بين البين و لذلك لم يكن ينبغي لنبي أن يكون له خائنة عين و لهذا دلت على المين [سر الشياطين في السلاطين]و من ذلك سر الشياطين في السلاطين من الباب 54 السلطان ظل و صحبته ذل و الشيطنة بعد و الظل لا يتبين حتى يمتد إذا امتد عن أصله بعد و إذا فاء إليه بعد السلطان راع و داع و كلكم راع فالكل أمثال و الأمثال أضداد و المضادة عناد فثبت إن الشياطين سلاطين الشيطان رجيم لذوات الأذناب من النجوم قعدت الشهب على النقب فرمتها من قبل و عن جنب الأمر الكبار في حرق النار بالنار [سر تتبع التنوع]و من ذلك سر تتبع التنوع من الباب 55 تنوعات العالم في الحق الشئون و هي ما يظهر من الفنون الظن رجم بالغيب و العلم ما فيه شك و لا ريب الظن أكذب الحديث في القديم و الحديث الأنواع تفاصيل الجنس من غير نزاع و لو لا دفاع اللّٰه الناس بعضهم ببعض لبطلت السنة و الفرض تنوعت الأسماء : فتنوعت الأسباب و الكل نسب و النسب في تباب التنوع افتراق لما ضمته الحقاق و قد لحق بالمحاق من قال ﴿إِنْ هٰذٰا إِلاَّ اخْتِلاٰقٌ﴾ [ص:7] التتبع تجسس و قد |
|
|||||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||||





