الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
لا عين الأشهاد و ما ثم إشهاد إلا الأسماء التي تكونت أحكامها عنه و ظهرت آثارها به منه فبالسماع كان الوجود و بالوجود كان الشهود فلو لا الصيد ما نفر الغزال *** و لو لا الصد ما عذب الوصال و لو لا الشرع ما ظهرت قيود *** و لو لا الفطر ما ارتقب الهلال و لو لا الجوع ما ذبلت شفاه *** و لو لا الصوم ما كان الوصال و لو لا الكون ما انفطرت سماء *** و لو لا العين ما دكت جبال و لو لا ما أبان الرشد غيا *** لما عرفت هداية أو ضلال و لا كان النعيم بكل شيء *** و لا حكم الجلال و لا الجمال أرى شخصا له بصر حديد *** له الأمر المطاع له النزال و آخر ما له بصر و يرمي *** و لا قوس لديه و لا نبال فسبحان العليم بكل أمر *** له العلم المحيط له الجلال إذا نظرت إليه عنون قوم *** بلا جفن بدا لهم الكمال فوقتا لا يرون سوى نفوس *** مبعدة و غايتها اتصال [سر من منح ليربح فلنفسه سعى فكان لما أعطى وعا]و من ذلك سر من منح ليربح فلنفسه سعى فكان لما أعطى وعا من الباب السابع عشر إذا ما كنت ميدانا *** فجل فيه إذا كانا فإني لست أنفيه *** لذا سميت إنسانا لما انتقل العلم إليه بقوله حتى نعلم سكت العارف لما سمع ذلك و ما تكلم و تأول عالم النظر هذا القول حذرا من جاهل يتوهم و مرض قلب المشكك و تألم و سربة العالم بالله الهمهم و لكنه ما تكلم بل تكتم و قال مثل ما قاله الظاهري اللّٰه أعلم فالإلهي علم و المحدث سلم فاحمد اللّٰه الذي ﴿عَلَّمَكَ مٰا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كٰانَ فَضْلُ اللّٰهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء:113] فثابر على شكره و ألزم فإذا رأيت من يفرق بين الحد و الذم قل له لا تتقدم فتندم فإن جدارك تهدم و ظهر المعمى فآمن من كان بالأمس قد أسلم فإذا المعطي عين الآخذ فعلى نفسه تكرم فهذه شعائر اللّٰه من عظمها عظم فعظم و من اهتضمها اهتضم فأين أصحاب الهمم و أهل الجود و الكرم يوضحون المبهم و يفتحون ما طبع عليه و ختم فتبرز مخدرات الغيوب و الظلم ذوات الثنايا الغر و اللمم فيأخذ بهم ذات اليمين على الطريق الأمم لينظر سائر الأمم ما خصت به أمة من أوتي جوامع الكلم و فنون الحكم محمد بن عبد اللّٰه ﷺ فبه بدىء الأمر و ختم فكان نبيا و آدم بين الماء و الطين ما خمرت طينته و ما علم و أخرت طينته ﷺ إلى أن جاءت دورة الميزان الذي عدل حين حكم فهو واضع الشرائع و رافعها روحا و نفسا و عقلا و حسا خط ذلك كله في اللوح المحفوظ القلم [سر التعبد في التهجد]و من ذلك سر التعبد في التهجد من الباب 18 إذا بان الصبح لذي عينين و كنا ممن أماتنا اللّٰه تعالى اثنتين و أحيانا اثنتين : ظهر في غيوبنا ما اعترفنا به من ذنوبنا فكان تهجدنا محدودا و قرآننا مشهودا و طلع الآفل في النوافل و عمرت الفرائض المرابض فقربناها ضحايا و مطوناها مطايا فربحت تجارة الأوراد و ظهر الرشاد و الإرشاد في حرق الأدب المعتاد فقعدنا بالحق في مقعد الصدق بنعت القائم ﴿عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ﴾ [الرعد:33] و العالم بما اكتسبت فعند ما طلع فجرها سعى بين يديها نورها : يتلوه أجرها فحاز الأجر كثيفها و استنار بالنور لطيفها بنعتك لا بنعتي كان وردي *** فمجدك في التهجد عين مجدي عهدتك إذا أخذت على عهدا *** وفيت به فأوفى لي بعهدي و عدت كما و عدت و قلت عني *** بأني صادق في كل و وعدي و أنت الصادق الحق الذي *** لم يزل في جده يعلو يجدي يجدي قد علمت علو جدي *** لمن حمد الإله بعين حمدي |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||





