لله الذي ليس لأوليته افتتاح كما لسائر الأوليات الذي له الأسماء الحسنى و الصفات العلى الأزليات الكائن و لا عقل و لا نفس و لا بسائط و لا مركبات و لا أرض و لا سماوات العالم في العماء بجميع المعلومات القادر الذي لا يعجز عن الجائزات المريد الذي لا يقصر فتعجزه المعجزات المتكلم و لا حروف و لا أصوات السميع الذي يسمع كلامه و لا كلام مسموع إلا بالحروف و الأصوات و الآلات و النغمات البصير الذي رأى ذاته و لا مرئيات مطبوعة الذوات الحي الذي وجبت له صفات الدوام الأحدي و المقام الصمدي فتعالى بهذه السمات الذي جعل الإنسان الكامل أشرف الموجودات و أتم الكلمات المحدثات و الصلاة على سيدنا محمد خير البريات و سيد الجسمانيات و الروحانيات و صاحب الوسيلة في الجنات الفردوسيات و المقام المحمود في اليوم العظيم البليات الأليم الرزيات أما بعد فإنه لما شاء سبحانه أن يوجد الأشياء من غير موجود و إن يبرزها في أعيانها بما تقتضيه من الرسوم و الحدود لظهور سلطان الأعراض و الخواص و الفصول و الأنواع و الأجناس الدافعين شبه الشكوك و الرافعين حجب الالتباس بوسائط العبارات الشارحة و الصفات الرسمية و الذاتية النيرة النبراس فانجلى في صورة العلم صور الجواهر المتماثلات و الأعراض المختلفات و المتماثلات و المتقابلات و فصل بين هذه الذوات بين المتحيزات منها و غير المتحيزات كما انجلى في ذوات الأعراض و الجواهر صور الهيئات و الحالات بالكيفيات و صور المقادير و الأوزان المتصلات و المنفصلات بالكميات و صور الأدوار و الحركات الزمانيات و صور الأقطار و الأكوار المكانيات و الصور الحافظات الماسكات نظام العالم الحاملات أسباب المناقب و المثالب العرضيات و أسباب المدائح و المذام الشرعيات و أسباب الصلاح و الفساد الوضعيات الحكميات و صور الإضافات بين المالك و المملوك و الآباء و الأبناء و البنات و صور التمليك بالعبيد و الإماء الخارجات و الحسن و الجمال و العلم و أمثال ذلك الداخلات و صور التوجهات الفعلية القائمة بالفاعلات و صور المنفعلات التي هي بالفعل و الفاعلات مرتبطات و قال عند ما جلاها ب ﴿اَلشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا وَ الْقَمَرِ إِذٰا تَلاٰهٰا وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلاّٰهٰا وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشٰاهٰا وَ السَّمٰاءِ وَ مٰا بَنٰاهٰا وَ الْأَرْضِ وَ مٰا طَحٰاهٰا﴾ هذه حقائق الآباء العلويات و الأمهات السفليات و لها البقاء بالإبقاء مع استمرار التكوينات و التلوينات بالتغيير و الاستحالات ليثبت عندها علم ما هي الحضرة الإلهية عليه من العزة و الثبات فهذا هو الذي أبرز سبحانه من المعلومات و لا يجوز غير ذلك فإنه لم يبق سوى الواجبات و المحالات فأول موجود أداره سبحانه فلك الإشارات إدارة إحاطة معنوية و هو أول الأفلاك الممكنات المحدثات المعقولات و أول صورة ظهر في هذا الفلك العمائي صور الروحانيات المهيمات الذي منها القلم الإلهي الكاتب العلام في الرسالات و هو العقل الأول الفياض في الحكميات و الإنباءات و هو الحقيقة المحمدية و الحق المخلوق به و العدل عند أهل اللطائف و الإشارات و هو الروح القدسي الكل عند أهل الكشوف و التلويحات فجعله عالما حافظا باقيا تاما كاملا فياضا كاتبا من دواة العلم تحركه يمين القدرة عن سلطان الإرادة و العلوم الجاريات إلى نهايات و هو مستوي الأسماء الإلهيات ثم أدار معدن فلك النفوس دون هذا الفلك و هو اللوح المحفوظ في النبوات و هو النفس المنفعلة عند أصحاب الإدراكات و الإشارات و المكاشفات فجعلها باقية تامة غير كاملة و فائضة غير مفيضة فيض العقل فهي في محل القصور و العجز عن بلوغ الغايات ثم أوجد الهباء في الكشف و الهيولى في النظر و الطبيعة في الأذهان لا في الأعيان فأول صورة أظهر في ذلك الهباء صور الأبعاد الثلاثة فكان المكان فوجه عليه سبحانه سلطان الأربعة الأركان فظهرت البروج الناريات و الترابيات و الهوائيات و المائيات فتميزت الأكوان و سمي هذا الجسم الشفاف اللطيف المستدبر المحيط بأجسام العالم العرش العظيم الكريم و استوى عليه باسمه الرحمن استواء منزها عن الحد و المقدار معلوم عنده غير مكيف و لا معلوم للعقول و الأذهان ثم أدار سبحانه في جوف هذا الفلك الأول فلكا ثانيا سماه الكرسي فتدلت إليه القدمان فانفرق فيه كل أمر حكيم بتقدير عزيز عليم و عنده أوجد الخيرات الحسان و المقصورات في خيام الجنان ثم رتب