الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() لا يكون العلم به إلا عين التحير فيه فيزول عنه ألم الاحتراق و منها علم نصب الأدلة كيف رتبها اللّٰه للعقلاء أصحاب النظر و الإستبصار و منها علم غريب و هو هل يمكن أن يمر على القابل للعلوم زمان لا يستفيد فيه علما أم لا و منها علم الرتبة الإلهية هل تحجب عن اللّٰه أو تدل على اللّٰه و صفة من تحجبه و صفة من تكون له دلالة على خالقه و منها علم كون اللّٰه ما أوجد واحدا قط و لا يصح و إنما أوجد اثنين فصاعدا معا من غير تقدم في الوجود و لا تأخر و منها علم كون الحق لا تثبت له أحدية إلا في ألوهيته و أما في وجوده فلا بد من معقولين فصاعدا فاجعل ذلك ما شئت إما نسبا أو صفات بعد أن لا تعقل أحدية و منها علم تعلق الأسماء الإلهية بالكائنات و منها علم سعى الآخرة إلى أن تجيء و من أين جاءت و ما هذه الحركة المنسوبة إليها و منها علم معقول الدنيا و الآخرة ما هو و منها علم جهل من أعرض عن اللّٰه و أينما ﴿تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] فكيف يشقى من أقبل على وجه اللّٰه و إن لم يقصد الإقبال على وجه اللّٰه و هو في نفس الأمر مقبل على وجه اللّٰه معرض عن وجه اللّٰه و متى ينطلق على الإنسان الإقبال على اللّٰه بكل وجه و ذلك إذا كان الإنسان وجها كله و عينا كله لم يصح في حق من هذه صفته إعراض عن اللّٰه و منها علم غريب و هو أنه لا يرجع إلى الإنسان إلا ما خرج منه للأصل الذي يعضده و هو قوله ﴿وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ [هود:123] و منه بدا الأمر كله و إليه يعود و هذا معنى «قوله ﷺ إنما هي أعمالكم ترد عليكم» فاجهد إن لا يخرج عنك إلا ما تحمد رجوعه إليك و منها علم من يكون مع اللّٰه على آخر قدم ما يصنع و لا يكون ذلك إلا في حضرة التكليف إذ لا أجر إلا فيه فابحث على علم هذا و منها علم الربح و الخسران و ما يقع فيه الربح و الخسران و هل ثم موطن للإنسان يكون فيه لا يكون دنيا و لا آخرة و أعني بالآخرة الدار الآخرة التي جاءت الشرائع بها عن اللّٰه و منها علم ما انقسم بالحال في الدنيا انقسم بالدار في الأخرى ففي الآخرة منزلان جنة و جهنم و في الدنيا منزلتان عذاب و نعيم أو ألم و لذة فإذا كان الإنسان في حال يقال فيه إنه لا صفة له كدعوى أبي يزيد فهل صاحب هذه الدعوى هو الذي له الموطن الذي ليس بدنيا و لا آخرة و منها علم ما يؤول إليه حال من ترك الأخذ بالأهم فالأهم و فيه علم الأمور العوارض ما لها من الأثر في العالم و منها علم خزائن الأرزاق و قول بعض الصالحين و قد شكى إليه شخص كثرة العائلة فقال له أدخل إلى بيتك و انظر كل من ليس له رزق على اللّٰه فأخرجه فقال له كلهم رزقهم على اللّٰه فقال له فما تضرك كثرتهم أو قلتهم و منها علم الفصل بالشهود و الكشف بالحكم و فيه علم الفرق بين الإرادة و المشيئة و الهمة و العزم و القصد و النية و فيه علم ما للنائب من صفات من استنابه هل يقوم بها كلها أو ما يطلبه من استنيب فيه و منها علم مراتب القول و بما ذا ينسب السوء إليه من الحسن من الطيب و منها علم بيان الطرق الموصلة إلى الثناء على اللّٰه بطريق التنزيه و الإثبات و منها علم ما يقع به التساوي بين الأشقياء و السعداء في الدنيا و منها علم الميل إلى الأكوان و الميل إلى جانب الحق و ما يحمد من ذلك و ما يذم و منها علم إقامة نشأة ما نسب الحق إلى نفسه مما لا يقوم إلا على أيدي عباده و منها علم الكور و الحور و اللازم و القائم و الخاضع و النازل و منها علم الإعلام بتكرار القصد إلى الحق في الأمور التي دعا الحق عباده إليها من العبادات و منها علم السبل القريبة و البعيدة و السالكين فيها و احتساب الآثار إذا كان السلوك فيها و عليها مشروعا و غير مشروع لكن يقتضيه العقل السليم و النظر الصحيح و تعيين القرب الإلهية في ذلك من غير توقيف و ما يصح من ذلك و ما لا يصح و منها علم الحمد لله على آلائه القريبة المناسبة من الإنسان و منها علم ما لكل موجود من المنافع في العالم و منها علم الموانع في العالم و ما منعت عقلا و شرعا و منها علم ظهور المعدوم في صورة الموجود و تميزه في الوجود من الوجود الحقيقي و منها علم النحل و الملل و منها علم ما لا ينتفع به إلا بعد إزالة ما ينتفع به منه و منها علم أحوال السائلين و ما يليق بكل سائل من الجواب و منها علم ما يقبل الحق من أعمال عباده مما لا يقبل مع كونه ليس بمحرم و لا مذموم و منها علم الفرق بين العظمة الإلهية و الكبرياء و منها علم الإحسان و معرفة ماهيته و منها علم صفة من ينوب الحق عنه في صرف ما يسوءه مع وجود ما يسوءه و منها علم المعارضة بالمثل و منها علم عواقب الأسماء الحسنى و منها علم العمارة و الخراب و حكمهما في الدنيا و الآخرة و منها علم الرجوع عن الحق ما يؤثر في الراجع و منها علم تقدير الواحد بالكثير كما قال بعضهم و ما على اللّٰه بمستنكر *** أن يجمع العالم في واحد |
|
|||||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |