الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() نظمي ببعض ما وجدت فإذا نظر وليي إليها فليعول عليها و ليحذر من الأمن من مكر اللّٰه فإنه ﴿فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّٰهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخٰاسِرُونَ﴾ [الأعراف:99] فاسمع هديت ما به على لساني نوديت اعترضت لي عقبة *** وسط الطريق في السفر فأسفرت عن محن *** فيمن طغى أو من كفر من دونها جهنم *** ذات زفير و سعر ترمي من الغيظ و جو *** المجرمين بشرر بحورها قد سجرت *** و سقفها قد انفطر و شمسها قد كورت *** و نجمها قد انكدر أتيتكم أخبركم *** لتعرفوا معنى الخبر و لا تقولوا مثل من *** قال ﴿فَمٰا تُغْنِ النُّذُرُ﴾ [القمر:5] فكان من أمرهم *** ما قد سمعتم و ذكر قالوا و قد دعاكم *** ﴿اَلدّٰاعِ إِلىٰ شَيْءٍ نُكُرٍ﴾ [القمر:6] فيخرجون خشعا *** مثل الجراد المنتشر شعثا حفاة حسرا *** ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ﴾ [القمر:19] إلى عذاب و توى *** إلى خلود في سقر فلو ترى نبيهم *** حين دعاهم ف ﴿اُزْدُجِرَ﴾ [القمر:9] و قد دعا مرسله *** إني ضعيف ﴿فَانْتَصِرْ﴾ [القمر:10] فقال يا عين انكسب *** و أنت يا أرض انفجر حتى التقى الماء على *** أمر حكيم ﴿قَدْ قُدِرَ﴾ [القمر:12] فاصطفقت أمواجه *** و ذا كم البحر الزخر فالحكم حكم فاصل *** و الأمر أمر مستقر : *** و أمره واحدة *** كمثل لمح بالبصر : *** سفينة قامت من ألواح *** نجاة و دسر : *** تجري بعين حفظه *** وعدا ﴿لِمَنْ كٰانَ كُفِرَ﴾ [القمر:14] تسوقها الأرواح عن *** أمر مليك مقتدر أنزلها الجود على *** الجودي فقالوا لا وزر ناداهم الحق أخرجوا *** منها أنا عين الوزر حطوا و قالوا ربنا *** لديك نعم المستقر فيا سماء اقلعي *** من سح ماء منهمر و أنت يا أرض ابلعي *** ماءك و اخزن و احتكر : *** قد قضى الأمر فمن *** كان عدوا قد غبر : *** تركتها تذكرة *** لكم ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر:15] و كل ما كان و ما *** يكون منكم مستطر و إنما يفعله *** في الكون من خير و شر مقدر مؤقت *** كذا أتانا في الزبر الموت سم ناقع *** و الحشر ﴿أَدْهىٰ وَ أَمَرُّ﴾ [القمر:46] سفينكم أجسامكم *** في بحر دنيا قد زخر و أنتم ركابها *** و أنتم على خطر و ما لكم من ساحل *** غير القضاء و القدر فابتهلوا و اجتهدوا *** فما من اللّٰه مفر هذا الذي أشهدته *** في ليلتي حتى السحر فازدجروا و اعتبروا *** و اتعظوا بمن غبر فالكل و اللّٰه بلا *** شك على ظهر سفر من قبل ذا أشهدني *** أمرا عجيبا فيه سر فاستمعوا نطقي به *** و اعتبروا لفظ السكر فالحمد لله الذي *** بفضله أعطى البشر ما عندكم منها خبر *** بل عندنا منها الخبر قلت ترى أين مضت *** قال مضت تقضي الوطر قلت تراها ترعوي *** قال نعم عند السحر قلت و هل تعرفها *** قال نعم أخت القمر قلت على من نزلت *** قال على أبي البشر قلت و ما ذا تبتغي *** قال ضرابا بالذكر ما يعرف السر سوى *** والدتي أم البشر تقول زدني يا فتى *** منه فنعم المختبر قبلتها عانقتها *** حلت معاقد الأزر طعنت في مستهدف *** أجرد ما فيه شعر و عرفه كأنه *** ريح الخزامي و العطر وجدته كمثل نار *** لمجوس تستعر أردافها كأنها *** أعجاز نخل منقعر يا نظرة قد أظهرت *** من الوجود ما ظهر لو لا النتاج لم يكن *** للسر معنى في البشر سر لنا و كن له *** وجود خلق مستمر إذا التقى السر و كن *** بدت لعينيك العبر و قائل ذا مثل *** قرره لمن نظر على القنا إذا بدا *** لمن يشاء فاعتبر قلت نعم و بعد ذا *** فهو لأشياء أخر هنا و في الأخرى و حيث *** ما نكون فادكر قالوا و كيف الأمر قل *** فقلت سمعا ما ستر |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |