﴿حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] فنرى هل ننسب إليه حدوث العلم أم لا فانظر أيضا هذا اللطف و لذلك قرن الخبير باللطيف فقال اللطيف الخبير الحليم هو الذي أمهل و ما أهمل و لم يسارع بالمؤاخذة لمن عمل سوءا بجهالة مع تمكنه أن لا يجهل و أن يسأل و ينظر حتى يعلم العظيم في قلوب العارفين به الشكور لطلب الزيادة من عباده مما شكرهم عليه و ذكرهم به من عملهم بطاعته و الوقوف عند حدوده و رسومه و أوامره و نواهيه و هو يقول ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [ابراهيم:7] فبذلك يعامل عباده فطلب منهم بكونه شكورا أن يبالغوا فيما شكرهم عليه العلي في شأنه و ذاته عما يليق بسمات الحدوث و صفات المحدثات الكبير بما نصبه المشركون من الآلهة و لهذا قال الخليل في معرض الحجة على قومه مع اعتقاده الصحيح أن اللّٰه هو الذي كسر الأصنام المتخذة آلهة حتى جعلها جذاذا : مع دعوى عابديها بقولهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية