و ليست إلا درجة الوجود لو أراد التوحيد ما أوجد العالم و هو يعلم أنه إذا أوجده أشرك به ثم أمره بتوحيده فما عاد عليه إلا فعله فقد كان و لا شيء معه يتصف بالوجود فهو أول من سن الشرك لأنه أشرك معه العالم في الوجود فما فتح العالم عينه و لا أبصر نفسه إلا شريكا في الوجود فليس له في التوحيد ذوق فمن أين يعرفه فلما قيل له وحد خالقك لم يفهم هذا الخطاب فكرر عليه و أكد و قيل له عن الواحد صدرت فقال ما أدري ما تقول لا اعقل إلا الاشتراك فإن صدوري عن ذات واحدة لا نسبة بيني و بينها لا يصح فلا بد أن يكون مع نسبة علمية أو نسبة قادرية لا بد من ذلك ثم إنه و إن كان قادرا فلا بد من الاشتراك الثاني و هو أن يكون لي من ذاتي القبول لاقتداره و تأثيره في وجودي فما صدرت عن واحد و إنما صدرت عن ذات قادرة في شيء قابل لأثر اقتداره أو في مذهب أصحاب العلل عن حكم علة و قبول معلول فلم أدر للوحدة طعما في الوجود
فقد رمت أن أخلو بتوحيد خالقي *** فكان قبولي مانعا ما أرومه
فيا ليت شعري هل يقام بمشهد *** و يا ليت شعري هل أرى من يقيمه
لقد رمت أمرا لا سبيل لنيله *** و يمنع عن تحصيل ذاك رسومه
أ لا تراه كيف نبه على إن الأمر جمع و أنه جامع بقوله ﴿وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات:49]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية